مايسطرون
2018-07-21

السعادة بين الإقبال والتقبل


لا شك بأن من موارد السعادة إقبال المرء على الحياة وزينتها ومتعها بتوازن يتماشى مع متطلبات وحاجات الجسد والنفس والروح… إقبال على ما يرفع منسوب الفرح والسرور والراحة النفسية… ولكن مسيرة الحياة تفرض على المرء بعض المعاناة والأحزان بين حين وآخر، وعليه تقبل ذلك.. هكذا هي طبيعة حياة الناس وسنة تكوين الخلق منذ آدم حتى يومنا الحاضر، وكذلك ستبقى على مدى الدهور والأزمان على كل البشر دون استثناء

استعداد الإنسان ليكون مقبلا على الحياة واندفاعه للسعادة لوحده لا يكفي لاكتمال سعادته ما لم يكن لديه استعدادا جيدا لتقبل معاناة هنا او حزن هناك… ان تفرح بزواجك وتسعد بمجيء أطفال لك في الحياة، كما هو إقبال على الحياة، فهو يعني من وجه آخر أن تتقبل أن يمرض أحدهم لا سمح الله…. ان تكون سعيدا في رحلة سفر سياحية على سبيل المثال هو من أنواع الإقبال على الحياة، ولكن هو يعني من وجهة أخرى أن تكون متقبلا لأي معاناة تواجهك في السفر… إن اقبالك على الحياة بالتلذذ بوجبة طعام في مطعم تحبه يعني أيضا تقبلك لدفع المقابل المالي لها…

لكي نكون سعداء في حياتنا اليومية علينا أن نطير في كل يوم بجناحين مكملين لبعضهما، الأول جناح الإقبال على ما لذ وطاب من الهوايات اللطيفة، وقضاء الأوقات الجميلة مع الأحباب والأصحاب والأمل، وخوض تجارب تجديد الحياة المتنوعة… اما الجناح الثاني فهو تقبل كل أنواع المعاناة والأحزان كفقد من نحب، أو العوز المادي، أو الابتلاء بالأمراض… وما بين جناحي الإقبال على الأفراح وتقبل الاتراح تحتاج ارواحنا واجسادنا أن تكون مهيأة للاقبال والتقبل من حيث القناعات الحاضرة والنظرة إلايجابية نحو كل ما يحيطنا من حجر وبشر…

أن نكون مقبلين على الحياة يعني أن نكون متحمسين بكل دور أو مهمة او عمل نمارسه كواجب وظيفي وواجب اسري وواجب اجتماعي، أو نقوم به كهواية وتسلية لأنفسنا وامتاع لذواتنا… وان نكون متقبلين للحياة يعني أن نكون راضين بكل ما يقع علينا من مرض أو فقر أو حزن…. فهناك فرق بين دموع حزن السعداء ودموع حزن المحزونين… حزن السعداء ودموعهم تريح أنفسهم وتجدد حياتهم لأنهم متقبلين ما يقع عليهم… بينما دموع حزن المحزونين تدخل اصحابها في دائرة الاكتئاب والاضطراب… فهل نكون من السعداء الذين يتوازنون بين الإقبال على الحياة وتقبل تقلباتها؟…. اتمنى ذلك

ربما تجدون في المقطع المرفق لقطات من صور الإقبال على الحياة وتقبلها

Watch “كيف تعيش سعيدا – فن الرضا (مترجم) – لقاء مميز مع توني روبنز” on YouTube

مع خالص تحياتي
أخوكم كاظم الشبيب أبو أحمد
٢٠/ ٧/ ٢٠١٨

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى