من الديرةالرئيسية
2023-01-16

خطوة إنسانية تُذيب القلوب.. «أمين» يهب كليته لابنة عمه «دلال»

هاجر آل درويش - خليج الديرة

الصحة والمرض من اختبارات القدر التي لا تنتهي، فكم أغلقت الأقدار منافذ النور فتبدت العتمة، وكم أغلقت منافذ العتمة ليتبدد النور ويشع في الأرجاء، فلا ثبات ولا استقرار، (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا).

وفي قصص الوفاء والإحسان قلبنا الصفحات، لنقف عند قصة جديدة بزغ نورها للتو في مدينة سيهات، جسّد فيها الشاب «أمين الغانم» صورة للعطاء، للتضحية في أوج قمتها بتبرعه لابنة عمه «دلال الغانم» بإحدى كليتيه، ليبدلها فرجًا بعد شدة، وشفاءً بعد سقم بإذن الله.

من نقطة بدأت حكاية ..
في الصفحة الأولى من الحكاية فاجأ القدر «دلال» بصداع شديد سرعان ما أصبح مزمنًا، مصحوبًا بدوخة وإعياء تام مع بذل مجهود كما تقول، وعند مراجعة إحدى المستشفيات الخاصة طلبت منها الطبيبة التوجه للمركز الصحي وعمل تحاليل لوظائف الكلى.

وعلى غير العادة في استلام نتائج التحاليل، والتي تصل لقرابة 10 أيام، تم الاتصال بدلال في اليوم الثاني مباشرة لإبلاغها بوجود خلل في وظائف الكلى وتحويلها إلى مستشفى القطيف المركزي، وقلبنا القصة صفحة أخرى.

وفي مستشفى القطيف المركزي خضعت لتحاليل وفحوصات أخرى، ليتبين لها قصور في وظائف الكلى بسبب تكيسات فيها.

أكثر من 5 سنوات قضتها دلال في المتابعة مع الاختصاصي، ليتقرر بعدها ضرورة خضوعها لغسيل كلوي أو زراعة كلى.

«دلال» توجست خوفًا من مضاعفات الغسيل الكلوي فرفضته، وبقيت على المتابعة طوال هذه المدة، فازدادت حالتها سوءًا.

وفي يوم كان أشد من سابقه، تضاعف الصداع والاستفراغ بشكل مستمر، فغيرت وجهتها نحو طوارئ البرج الطبي بالدمام، وعُملت لها قسطرة مباشرةً لعمل غسيل كلوي إلى حين وجود متبرع.

ما أُغلق بابًا إلا فُتح آخر …
وحيث التكيسات مرضٌ وراثي كما أفاد طبيبها المعالج فقد تعذر على أفراد العائلة التقدم للتبرع، فبقيت الغانم قرابة 3 سنوات على الغسيل الكلوي، نشرت خلالها إعلان للتبرع، وتقدم الكثير من أهل الخير إلا إن النتيجة كانت غير متطابقة.

وكأن القدر أيضًا ادخر للشاب «أمين» أن يكون فارس الميدان، وبطل القصة، فحين اشتد الحال بدلال تقدم بعض شباب العائلة للتبرع فرفضوا، وبعد سنتين تقريبًا كان مفتاح الفرج بيد ابن عمها «أمين» فكانت نتائجه متطابقة معها.

« سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا » …
موعدٌ بعد آخر، وشهرٌ بعده أشهر عديدة، والأيام طوال في محضر المواعيد، ولا تزال «دلال» تحت وطأة الغسيل الكلوي، ومع كثرة الغسيل والأشعات اكتشفوا ورمًا بسيطًا في كليتها اليسرى، فتم استئصالها، تبعتها العودة لدوامة المواعيد وللسنة الثانية على التوالي، إلى أن تقرر موعد العملية.

وفي موعدها المحدد ترجل«أمين» من كل خوف، وكان يحذوه الفخر لإنقاذ روح بشرية من العذاب ابتغاء وجه الله، لا سيما من ذوي القربى، فلم يخبر أحدًا سوى أهله وأصدقائه المقربين.

وختمت قصة الوفاء في يوم كان خيرًا مما سواه، فالمتبرع بصحة جيدة وغادر المستشفى، وبقيت « دلال » تتخطى مضاعفات العملية بنفسٍ راضية، رجاء أن تعود بصحة كما كانت.

تعليق واحد

  1. بارگ الله فيه و جزاه الله خير
    الله يجعله بميزان حسناته و يرزقه اضعاف اضعاف ما يتمنى
    الله يتمم لهما الشفاء العاجل و يجبرهما🫶

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى