مايسطرون
2023-03-21

رمضان : ماذا عن مزاحمة الشاشات، والاسواق والموائد!؟


بشكل سريع تم استعراض ما يحويه رمضان من معان واحداث وما يمثله في نفوس المعتنقين بع في مقاب سابق به قبل يومين.
وفِي مقابل ذلك نجد ، ان شهرا هذه احداثه، وهذه قيمته السامية ، نجد ان ما يحدث هو بخلاف طبيعته في معانيه السامية. فنجد بوابات واسعة تاخذنا الى مكان بخلاف ماهية رمضان. فالشاشات الكبيرة والصغيرة والشاشات الاصغر، والموائد والاسواق تتعاضد لتشكل ميادين “منافسة” على اهتمام واوقات هذا وتلك وان على حساب رمضان الاصل.
فاصبح من المعتاد “الاستعداد” لرمضان بإنتاج الاعمال التلفزيونية من مسلسلات وبرامج ، التي لبعضها قيمة وقيم تتوافق مع اجواء رمضان لكن ذلك القليل منها. ولو جمعت ساعات مجمل الاعمال تلك، لاحتاج الواحد منا كل اوقات شهر رمضان لمشاهدتها وما بعدها وللى رمضان التالي، اذا ما استرسل في متابعتها دون ضابطة، وسيجد انها تستهلك كل أوقاته وتكون عائقا له عن ان يعيش رمضان كما ينبغي، وربما عن تدارس احداث رمضان الخالدة والوقوف على دلالاتها. ولا ننسى الشاشة الاصغر “شاشة الجوالات والايباد واللابتوب” وهي تستقطب الجيل الجديد في ما تطل عليه مما ينفع فتدعم معان الخير في النفوس، ولكنها تعرض الاكثر من ما تها مما ياخذنا واياهم الى زقازيق معتمة وملوثة بكل ما هو كريه وغير سوي.

و العنوان الآخر “للاستعداد” يتمثل في الاطباق الرمضانية التي يسوق دوما ان لابد ان تزدحم المائدة بها فتستهلك اكثر الوقت كل يوم لتضيع قيم رمضان وروح رمضان بين ترقب المائدة متنوعة الأصناف من الاعمال التلفزيونية، وترقب الاطباق المتنوعة على سفرة الإفطار!!

اما العنوان الثالث “للاستعداد” فهي جهات التسوق التي تستقطب الناس بالذهاب الى بعضها والاستغراق في قضاء الاوقات فيها، او بضغطة زر على الجوال لتفتح لكً امكانية الدخول لمتاجر العالم وتصفح بساعاتها وقضاء الاوقات في حيرة اي يتم اختياره وتتكرر عند البعض كل يوم.

على مشارف رمضان، وفي ايامه المباركة، تتجاذب الناس قوى تتفاوت في تاثيرها على كل شخص. فتتغلب قوى رمضان ومعانيه الاصيلة عند البعض، وتتغلب قوى الشاشة عند بعض آخر، وآخرون يصبحون ضحية دهاء محترفي التسويق وآخرون تتغلب جاذبية المائدة عندهم فيصبح رمضانهم مرهونا بها. فيتيه الكثير في تحديد اولوياتهم في شهر خصصه الخالق سبحانه لعباده ليكونوا جميعا في ضيافة الله.
مبارك شهر رمضان .

ا.د فؤاد محمد السني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى