وطنالرئيسية
2023-03-27
شخصيات من «غبقتنا»...

صالح القرشي: التطبيقات الإلكترونية حدَّت من بعض العادات الرمضانية

عيسى المزمومي - خليج الديرة

من مكة المكرمة مهبط رأسه قدِم إلى الدمام طلبًا للرزق قبل قرابة نصف قرنٍ من الزمان إبان وفاة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله -.

«صالح القرشي» …. عاش في الدمام قرابة نصف قرن اندمج في مجتمعه وتعايش مع أبنائه وتقاليدهم وأعرافهم وأخلاقهم منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا حيث العادات المتغيرة والتقاليد التي اندثر معظمها والأخلاق التي تشكلت وفقًا للبعد عن تعاليم الدين الإسلامي وقربًا من التكنلوجيا المعاصرة، هذا ما يراه العم صالح من تغيرات طرأت على طباع الناس وأخلاقهم.

الأخلاق وحب الغير … سببًا للألفة المجتمعية

أبا فهد في حوارٍ له مع صحيفة «خليج الديرة» عن رمضان وسبب غياب الألفة والمحبة الصادقة بين الناس قال: عندما قدمت من مكة المكرمة كانت الناس مترابطة على مستوى الأسرة الواحدة فتجد التعاون المشترك بين أفراد المجتمع، وبين أفراد الأسرة، وبين الجيران والعوائل ولكن بسبب حب الناس للمال تناسى البعض أخلاقهم الحميدة، وأصبح البعض يعيش لنفسه فقط.

الجد والاجتهاد يصنع جيل واعي منتج …

وأشار «القرشي» إلى أنه عمل في سلاح الطيران عسكريًا لمدة ٣٣ عامًا قضى منها ٢٧ عامًا في المنطقة الشرقية، وعمل باقي عمره في وظائف تابعة للقطاع الخاص، وحثّ «القرشي» الشباب والفتيات السعوديين على العمل الشريف الذي يجعل الإنسان منتجًا وقادرًا حتى يكون عضوًا فاعلًا في المجتمع، مؤكدًا أن اغلب الشباب اليوم يبحث عن الراحة والوظيفة المكتبية وهذا لا يصنع جيل واعي منتج في ظل مجتمعات تطورت بسرعة مهولة مثل ماليزيا، و مجتمعات صناعية مثل اليابان وأمريكا كونهما نشطت مكونات نهضتهما الصناعية على سواعد أبناء الوطن.

وتابع، عملت في القطاع الخاص وتطلب مني ذلك صبرًا كبيرًا كون بعض المدراء التنفيذين غير قادرين على إدارة دفة العمل بإخلاص تارة، وبسبب انتشار بعض المصالح الشخصية تارة أخرى والتي تسببت بعدم إعطاء كل ذي حق حقه داخل المنطقة الواحدة.

استثمار الوقت داخل الأسرة …

القرشي وفي ظل زحمة العمل كانت علاقاته بمن حوله محدودة؛ فهو ما بين العمل وأسرته التي يقضي معها باقي أوقات يومه، أما علاقته مع أهالي الحي فتبادل السلام والاحترام فقط، كونه لا يحبذ التجمعات التي تضيع الوقت على حد قوله.

السفرة الرمضانية الشرقاوية …

وتطرق «القرشي» في حديثه عن أشهر الأطعمة الرمضانية في الدمام وأن الشوربة أو الحساء تترأس موائدهم الرمضانية، وكذلك الحلوى والفواكه والخضروات واللحم المشوي والسلطة الخضراء واللبن الرائب، والمعكرونة والشعيرية، ويبدأ بعض المواطنين إفطارهم على ماء زمزم واللبن الرائب والتمر، كما أن البعض من أهالي الدمام يحب أن تتواجد بعض العصيرات أو السوبيا على مائدة الإفطار حسب الإمكانات المادية.

الأحياء القديمة في الدمام …

القرشي الذي عُدّ من أبناء المنطقة نظير سكنه فيها طوال هذه الفترة بات ضليعًا فيها، يعرف أحياءها وطرقاتها، قال إن أقدم الأحياء في حاضرة الدمام هي البادية، والعدامة، وحي الخليج، و الدوغة، وحي الدواسر الذي أنشأه الدواسر القادمون إلى الدمام لطلب الرزق منذ أكثر من نصف قرن؛ ويرى القرشي أن حي الخليج كان من أرقى الأحياء قبل أن يهجره أهله حيث كان لا يسكن به إلا رجال الأعمال، وأن سبب هجرة ساكنيه وجود أحياء سكنية جديدة مواكبة للتطور العمراني الذي طال جميع المحافظات والمدن السعودية.

التكنولوجيا وأثرها في العادات والتقاليد …

أما عن العادات والتقاليد والأعراف الرمضانية في المنطقة الشرقية ذكر أبا فهد أن أقدم العادات والتقاليد الموجودة في الشرقية هي «القريقعان » والتي لم تغب حتى وقتنا الحاضر؛ وكذلك عادة «الغبقة» والتي غابت في بعض الأحياء، مؤكدًا أن وجود التطبيقات الإلكترونية ساهم في الحدّ من بعض العادات والتقاليد والاكتفاء بالتواصل الإلكتروني وبذلك ابتعد أغلب الناس عن التجمعات الرمضانية وإحياء الموروث والعادات، كما أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في سرعة وصول الإنسان إلى كل مايحتاجه في أسرع وقت سواء من مأكل أو ملبس أو مشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى