
انطلاقاً من مسؤولية الدولة والقيادة الحكيمة لحماية المجتمع وشباب الوطن من كل خطر يهددهم ويهدد امن الوطن جاء قرار الحرب على المخدرات التي يقودها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله الذي يتسم بالحزم والصرامة من الآفة الفتاكة التي تهتك بالمجتمع.
ان من اولويات قيادتنا الرشيدة حماية المجتمع ونسيجه الاجتماعي من داء المخدرات الذي بدأ ينتشر ويتزايد بطرق ووسائل متنوعة وبسرعة حيث تقوم عصابات المخدرات باستدراج الأطفال والشباب والنساء والمراهقين وطلاب المدارس عبر وسائل مختلفة وطرق تسويقية جديدة بأشكال متنوعة.
هدف الحرب
وتهدف هذه الحرب القضاء على تهريب المخدرات، ومنع دخولها الى ارض الوطن وسد الطريق أمام من يستهدف أبناء الوطن والنيل منه ومحاربة المروجين، وزيادة وعي المجتمع والشباب وحمايتهم من الوقوع في فخ المخدرات والتعاطي والأدمان ، وتحقيق مستقبل أفضل للمجتمع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة، من خلال تحسين جودة الحياة.
لا يتوقف تأثير المخدرات السلبي فقط على الجانب الأمني بل يتعدى تأثيره الى الجانب الإجتماعي والأسري والتربوي والتعليمي والصحي والأقتصادي وتنمية الوطن والحد من قدرة الفرد على الأنتاج ويهدد القيم المجتمعية السائدة فيه وتحوله إلى مجتمع مفكك سهل القضاء عليه من قبل أعداءه، لذلك يمكن القول أن ظاهرة المخدرات لا تؤثر على الفرد المدمن فقط بل تنزح أثاره إلى أسرته ومجتمعه.
إن ظاهرة المخدرات اذا استفحلت في المدارس وبين التلاميذ في مستويات الإعدادي والثانوي فمن الطبيعي أن يدمر جيل كامل ، واذا أحد الزوجين مدمنا فسنلاحظ التفكك الأسري المؤدي إلى الطلاق وضياع الأسره بكاملها لهذا يأتي تركيز الحملة على فئة الشباب ( اعمدة المستقبل ) من خلال التوعية الإعلامية والثقافية وتحذيرهم من شر المخدرات قبل الوقوع في فخ تعاطي المخدرات وزرع الثقة في النفس وقوة العزيمة للوقاية من الأوهام المؤدية لتعاطي المخدرات وتعزيز المسؤولية الذاتية والمجتمعية لحفظ النفس والمجتمع.
و الأنتصار في هذه الحرب يتطلب تكاتف الجميع على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة بكاملها والقطاع الخاص حتى تكون الجهود موجهة لمكافحة الأخطار والآفات ومروجيها وإنتشال الشباب المتعاطين والمدمنين من براثين المخدرات.
ان دور الجهات الأمنية والأعلامية والثقافية والتعليمية والصحية والأجتماعية والأسرية دور كبير في تشخيص المشكلة والعمل على إعداد برامج توعوية والثقافية ووقائية والتأهيلية وتوعية المجتمع بخطورة تعاطي المخدرات وتحذيرهم من آثارها الضارة على الصحة والمجتمع والاقتصاد.
ان دور الأسرة كبير وعليها الاهتمام بأفرادها والإسهام في وقايتهم من آفة المخدرات من خلال تنمية الوعي والثقافة لديهم من مخاطر المخدرات ومعرفة سلوكهم واصدقائهم وقضاء وقت كافي معهم ومتابعتهم في المدرسة والتبليغ عن اولادهم المتعاطين ليتم معالجتهم في المراكز المتخصصة التي تشرف عليها الدوله ليكونوا في مأمن من الضياع والعقوبة.
ما يعزز فرص الأنتصار في هذه الحرب ما لقيت به من ترحيب واهتمام واسع من جميع فئات المجتمع وهو ما سينعكس على دور المواطن في التعاون والإبلاغ عن كل مشتبه لننعم بوطن مستقر وآمن وخال من المخدرات.