الرئيسيةتعليموطن
2023-06-09

معلمون ومعلمات التميز بالقطيف.. هذا أبرز ما ميَّزنا هذا العام

سمية الخير - خليج الديرة

على منصة التكريم، ارتقت ثُلّة من معلمي ومعلمات محافظة القطيف مساء أمس الأربعاء ٧ يونيو، في حفلٍ حمل شعار «وفّه التبجيلا» في مكتب التعليم بالقطيف؛ وفاءً لعطائهم وتميزهم.

صحيفة «خليج الديرة» في تسليطها الضوء على المكرمين والمكرمات التقت عددًا منهم للوقوف على حكاية ارتقاء عمرها سنين من الإبداع.

التعليم فلسفة …

وصف المعلم «حسين آل شيخ علي» من مدرسة المجيدية الثانوية العملية التعليمية بالفلسفة حيث يتصارع فيها اتجاهان يصنعان نوعاً من التحدي للمعلم.

وقال «الشيخ علي»: واجهت اتجاهان، الأول يركز على منح  التلميذ المعارف والمعلومات المجردة أو ما يعرف اختصارًا بالتعليم «التقليدي النظري» المعتمد على الحفظ والتلقين، وهذا قد يناسب القدرات العقلية والميول الفكرية لبعض الأفراد في المجتمعات، ويسير في هذا لاتجاه الأدباء والشعراء، والمسارات الفكرية والنفسية والفلسفية الأخرى، ولا يلبي الحاجة المُلِحة لمواكبة التقنيات الحديثة والتطور المتسارع في العلوم.

اكتساب المهارات …

وعن الاتجاه الثاني ذكر أنه هو اتجاه يركز في التعليم على اكتساب المهارات وتطوير القدرات الفكرية والقيم المهنية، أو مايعرف بالتعليم المهني والتقني ومناهج العلوم المطورة الحديثة، والمضافة إلى الخطط الدراسية بمختلف مستويات التعليم، مثل التقنية الرقمية واللياقة والثقافة الصحية، ومبادئ العلوم الصحية، وتركز جميعها  على تنمية مهارات الاستقصاء والقدرة على النقد، وحل المشكلات، ويواكب متطلبات العمل والسوق والتقنية الحديثة، وليس على التعليم التقليدي القديم المبني على الحفظ والتلقين الذي يكتفي بحشو دماغ التلميذ بمعلومات مجردة لا يرتجى منها لبناء شخصية الطالب المبدع المفكر المنتج.

الحاجة للمكملات الفنية …

المعلم الشيخ في حديثه عن تحدي الصعاب وانتهاجه للاتجاه الثاني؛ وضح أن المناهج الحديثة لوحدها لا تحقق تلك الأهداف تلقائيًا، بل تحتاج إلى مكملات فنية واجتماعية ونفسية أخرى للوصول لأهداف تلك المناهج ومنها وجود البيئة التعليمية المساعدة مثل توفر المعامل والمختبرات، ومراكز البحوث، وأدوات ومواد المعامل في البيئة التعليمية المحيطة بالتلميذ في المدرسة والمنزل والمرافق العامة والمؤسسات التعليمية الأخرى كمراكز الأبحاث والمعارض والمتاحف العلمية، فبُذلت الجهود الكبيرة لتأسيس المعامل، والمتاحف، والأندية العلمية المتخصصة مثل نادي الروبوت، وتنظيم رحلات علمية لمعامل ومختبرات الجامعات، وزيارة مراكز التحسين الزراعي، والمراكز العلمية مثل مركز إثراء، ومعرض أرامكو العلمي.

وأكمل: يجدر بالمدرسة والمعلم السعي لتوفير تلك المكملات الضرورية لتلبية حاجات المنهج المليء بالتجارب والأنشطة العملية من مصادرها الرسمية أو بالتعاون بين المدرسة والمعلم من جهة والأسر والمؤسسات المدنية تحت مبدأ الشراكة المجتمعية من جهة أخرى.

الأسرة مقوم نجاح ..

وأكد «الشيخ علي» أن من أهم مقومات النجاح هو إدراك دور وأهمية الأسرة وأركان المجتمع في تشكيل عقل التلميذ وتنمية قدراته ومهاراته؛ في سبيل صناعة عقول منتجة وإعداد أجيال من الشباب مسلحًا بالمهارات والمواهب وقادرًا على مواكبة العلم وصناعة المستقبل وتحقيق الرؤية 2030.

التميز … اختصار لمسيرة عمل دؤوب

المعلمة «أوصاف صالح عبد الله المسلم» معلمة اللغة العربية والحاصلة من قبل على بطاقة  التعلم النشط ثلاثة مرات، ولها الكثير من الإنجازات أكدت أن جائزة المعلمة المتميزة تختصر مسيرة من العمل الدؤوب الذي سعت لإنجازه طوال سنواتها في  التدريس محاولة تجاوز الصعوبات والتحديات في العملية التعليمية.

وطبقًا للمعلمة «المسلم» فإن المعلم يواجه الكثير من الصعوبات التي خلقتها تحديات الحياة كانهماك الجيل بعالم التقنية، وتحديات الفترات الزمنية للعام الدراسي مضافًا إليه الظروف الشخصية التي قد نمر بها كمعلمين ومعلمات.

وخلصت «المسلم» أنه على كل من يعمل في العملية التعليمية لينال تاج التميز العمل تحت رايتي الإخلاص والإبداع ووضع الله نصب عينيه لينال توفيقه.

حب التعليم يذلل الصعاب …

من جانبها قالت معلمة الرياضيات والعلوم بالصف الثالث الابتدائي «صيدة بنت علي بن محمد آل مهيد» عن تجربتها  عبر سنوات خدمتها  لوطنها والتي امتدت  قرابة  الـ ٢٧ عامًا: أنا بنت نجران الأخدود سطع نجمي وتوج تميزي التكريم في مدارس القطيف، واعتبر عناق صغيراتي كل صباح وقلوبهن المحبة تحيطني بدعواتها هي قصة نجاحي وتميزي، وظهرت في غرس بذرة حب لمادة الرياضيات داخل قلوب صغيراتي لتصبح أسهل مادة لديهم في كل حصة نكتب فيها على السبورة المادة «حُب» بدل الرياضيات.

إتقان طالباتي = تميزي

وأشارت أن تميزها يتجسد في كل عام بإتقان فوج من طالباتها للمهارات الأساسية في مادة الرياضيات، وهذا تميزًا نبني فيه معًا يدًا بيد أساسًا متينًا نحو التميز والتألق في الرياضيات، كما أن تتويج عدد كبير في كل عام من المتفوقات في حفظ جداول الضرب والذي يعتبر ركيزة لمادة الرياضيات تميزًا لي أيضًا- حسب قولها -.

المعلمة «صيدة» أشادت بالبيئة التعليمية الخصبة في مدارس القطيف التي وجدت فيها  الشغف والحبّ اللامتناهي للعلم من قبل طالباتها.

وتابعت: نجاحي أيضًا يتمثل في إدارة مميزة بجميع كوادرها تذلل جميع الصعاب وتصنع كل جميل.

وأضافت: إن قصة نجاحي تعتمد على حبي الشديد لعملي ولمادة الرياضيات ولطالباتي فهم نتاج تميزي فحب العمل واحتساب الأجر يذلل كل الصعاب.

الشغف أكبر دافع

وعلى سلم التميز، كُرم أيضًا المعلم «حسين بن سعيد قويسم» الذي أمضى 23 عامًا في مجال تدريس اللغة العربية، قال عن رحلة كفاحه: أتذكر عندما تخرجت من جامعة الملك فيصل بالأحساء- كلية التربية – قسم اللغة العربية، كنت شغوفًا بأن ألتحق بالتعليم وعندما تم قبولي كنت سعيدًا، وكانت بدايتي في المرحلة الثانوية، وصببت اهتمامي بتقديم مادتي بطريقة مختلفة ومحببة عن الطريقة التقليدية التي اعتدنا عليها.

التعليم التطبيقي …

وأكمل: بدأت أولاً بكتابة أهداف الدرس على السبورة والأمثلة التي سوف يتعلمها الطالب، وتطبيقها بالطريقة النظرية ثم التطبيقية (وكانت الطريقة التطبيقية ليست كتابة فقط إنما يقصد بها التمثيل بالعمل لكل طالب يخصص بمهام ليكون فعال أثناء الحصة بحيث تجعل الطالب محبًا للمادة)، ومن الأمثلة كذلك كنت أثناء الحصة أطلب من الطالب أن يفتح الباب فأقول له ماذا فعلت ؟ فيقول فتحت الباب، فأقول له إذًا هذا فعل ثم أخاطبه من فتح الباب فيجيب أنا، فأجيبه  إذًا أنت الفاعل، واطلب من الطالب أيصًا أن يقرأ أو يكتب بنفس الطريقة فيكتشف الطالب مفاهيم الدرس عن طريق الممارسة التطبيقية؛ لأن التعليم في نظري ليس حشو  عقول الطلاب إنما هو مهارات يقدمها المعلم لتدريب طلابه على التعليم الذاتي الذي من خلاله ينمي قدراته، وهذا ديدني في ممارسة مهنتي في جميع المراحل.

وأضاف: اتذكر في مراحل بدايتي عندما دخل عليّ المشرف التربوي عبدالله الحارثي أثناء تقديمي درس للطلاب فأعجب بطريقة عرضي للدرس وطلب مني تقديم درس نموذجي للمعلمين من مدارس مختلفة فكنت حينها سعيدًا بهذا التقييم من قبل المشرف التربوي.

في سبيل التميز …

وواصل المعلم «قويسم» لكل طريق نجاح عثرة فكان مما واجهت من صعوبات عندما كلفت في أحد المدارس الابتدائية بكتابة تقرير عن أحد الطلاب من صعوبات التعلم ونطقه للكلام كانت فيه صعوبة،  فرفضت أن اكتب التقرير إلا بعد أن أقيّم الطالب داخل الفصل، واكتشف ما الأسباب قبل أن ألحقه بصعوبات التعلم، بعدها اكتشفت أن الطالب ليس لديه صعوبات تعلم إنما كان لا يجيد معرفة الحروف الأبجدية وطريقة ربط الكلمات مع بعض فكنت أتابع معه يوميًا، وأوليته اهتمامي ليعرف كيفية  النطق والكتابة والربط، وكنت أصور الطالب كيف كانت بدايته إلى أن تعلم، ثم أحضرت الوكيل، والمرشد إلى الفصل ليشاهدوا أن هذا الطالب ليس لديه صعوبات تعلم وإنما كان يحتاج إلى  تعليم الحروف ونطقها الصحيح فانبهروا بأدائي، كما أن من الأمور التي جعلتني أنجح في مهنتي هي رؤية محبة الطلاب لي وتقديرهم لأي مجهود أبذله من أجلهم ونجاحهم .

مهنة شاقة لكنها سامية …

وختم: هكذا كانت طريقتي التي أمارسها مع الطالب الذي مستواه أقل.
وهكذا هي مهنة التعليم شاقة ولكنها سامية وجميلة لمن يمارسها بحب وعطاء.

أساليب متميزة …

المعلم سيد سامر الشرفاء، مارس المهنة لمدة 19 عامًا، وصف رسالة التعليم بأنها رسالة إنسانية تربوية، فهي تأثر بالمتلقي من حيث الإيجاب أو السلب، ومن هذا المنطلق كنا دائمًا نبحث عن إعطاء حصة علمية تربوية بإسلوب متميز حتى تكون حاضرة في أذهان الطلاب، وفي البدايات كانت الصعوبات موجودة ولكنها لم تقف عائقًا أمام تصميمنا في هذا المشروع ولكن بالصبر وتوفير الأدوات المناسبة استطعنا التغلب على الصعوبات وتقديم أشياء جديدة من برامج لإعطاء الدروس أو استراتيجيات التعلم النشط وكنا نتلقى الدعم الدائم من إدارة مدرسة الخويلدية المتوسطة وهي تسعى دائمًا لأن تكون محورًا للتميز من توفير مانحتاجه؛ من أجل استمرار مشروعنا والحمدلله فقد أثمر زرعنا وأوصلنا رسالتنا لأبنائنا الطلاب وفقهم الله.

جهاز التبريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى