عامة
2014-01-16

«أبناؤنا» تسرقهم ألعاب التكنولوجيا والهواتف

عبدالواحد محفوظ - خليج سيهات

بين حالة الشجن وارتباط أطفال اليوم بألعاب أسلافهم، طرحت «خليج سيهات» عددا من الأسئلة على أولياء الأمور عن مدى معرفتهم بمخاطر الألعاب الإلكترونية، وهل هناك رقابة على الأسطونات المدمجة والألعاب التي يتم تنزيلها من الإنترنت؟ الإجابة كانت صادمة بل غير متوقعة فبين كل خمس أشخاص قمنا بالتوقف عندهم هناك أربعة يجهلون كيفية استخدام ألعاب أطفالهم ناهيك عن معرفة محتوياتها، في وقت ظلت تحذيرات المهتمين بقضايا المجتمع والأسرة متواصلة تنادي بضرورة متابعة الآباء والأمهات لفلذات أكبادهم.
واعترف عدد من المستطلعين بأن الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي ظل هاجسا لدى أطفالهم دون أن يجدوا حلا لإيقافهم أو دفعهم إلى اهتمام آخر، وتابعوا بجانب ألعاب الفيديو ظل أبناؤنا بعيدين عن الواقع ونحنا فشلنا في إعادتهم من المواقع الافتراضية وإدماجهم في الواقع الفعلي للحياة بأحزانها وسعادتها، وأتراحها وأفراحها.
ويقول ناصر محسن: لدي ثلاثة أطفال أحاول بشكل دائم أن أحفزهم بالتواصل المباشر وعدم الانشغال طول الوقت بالألعاب الإلكترونية وإدمان مواقع التفاعل الاجتماعي دون جدوى، لافتا إلى تفهمه بواقع هذا الجيل لكن هذا لا يعني انقطاعهم عن موروثهم وثقافتهم بجانب الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، وحول قدرته على معرفة محتويات الألعاب التي يقومون بممارستها أضاف في كثير من الأحيان أجالسهم لمعرفة نوع اللعبة ومحتواها إن كانت تدعو للعنف أو بها أمور خارجة عن الذوق، لكن أيضاً الرقابة الحقيقية تتم عن طريق وضع خطوط من الأول وتعليم الأبناء الخطأ والصواب.
من جانبها تقول أم سارة: نحاول كثيرا أن نكون قريبين منهم وعدم تركهم لهذا الإدمان، لكن ظهور ألعاب جديدة بشكل يومي في المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت بجانب الهواتف عامل آخر يعمل على جذبهم وأخذهم إلى ضفة أخرى. وأضافت ضاحكة في الفترة السابقة حاولت أن أمنعهم عن اللعب إلا أن إحدى بناتي أدخلتني معها إلى عالمهم وعلمتني كيف ألعب المزرعة السعيدة (happy farm) والآن أنا ألعب معهم، وتتابع هذا أفضل طريق لمتابعتهم لأن هناك ألعابا منافية للعادات والتقاليد وخارجة عن الأدب ولا يمكن محاصرتها إلا بالتقرب منهم.
واعترف عدد من أولياء الأمور أن أبناءهم البالغين من العمر ما بين 12 عاما إلى 16 جميعهم يجيدون استخدام الهواتف الذكية والحواسيب بشكل جيد، الأمر الذي يضعهم أكثر معرفة ودراية بخفايا الشبكة العنكبويتة، وتابعوا نعمل دائما على إيقافهم عن طريق المتابعة التي لا تنجح كثيرا وأيضا عن طريق الرقابة على الألعاب التي يقومون بشرائها.
وأقر أغلبهم بأن أغلب أبنائهم يدمنون ألعاب الكمبيوتر بجانب المواقع الإسفيرية، ما يؤثر على تواصلهم مع المحيط الحي بشكل كبير، ويعتبر خبراء علم النفس والاجتماع أن ممارسة الألعاب بمواقع التواصل الاجتماعي وعبر الهواتف الذكية تؤثر بشكل كبير على الحياة الطبيعية، محذرين من مواصلة اللعب إلى أكثر من ساعة في اليوم وأن تجاوزها بشكل مستمر يدخل الشخص في حالة إدمان أو سلوك إدماني، ما يضعف التواصل الحي والتفاعل مع الحياة الطبيعية ومهاراتها، وشددوا على أن الخطورة تكون أكبر كلما كان الممارس في سن أصغر.
ويقترح عدد من المواطنين تنظيم فعاليات لها علاقة بالتراث بشكل مستمر وتخصيص مساحات للألعاب الشعبية في سيهات للمساهمة ولو بشكل قليل في إخراج أبنائهم من مخاطر الإسفير والتكنولوجيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى