وطن
2014-01-17

رحيل ساقي «السماور» ومصير مجهول لمتحفه الشخصي

القطيف

شيّعت بلدة القديح، أمس، أشهر ساقي شاي «سَماورْ» في محافظة القطيف، بعد وفاته متأثراً بمضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي الذي كان يعانيه منذ سنوات. وتُوفّي معتوق آل تريك في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام مُنهياً أسبوعين من الوضع الحرج تحت العناية الطبية.

ويُعدّ آل تريك واحداً من أبرز التراثيين في المحافظة، ولديه متحف شخصيّ غني بمئات القطع والتُحف التراثية المحلية، معروضٌ كثيرٌ منها في مجلس منزله الذي عُرف ـ أيضاً ـ بأنه نقطة التقاء لهواة التراث المحلي في المحافظة. وقد اشتُهر مجلسه بـ «ديوانية أبو هاني»، يُعقد عصر كلّ يوم، ويحضره مثقفون ومشايخ ووجهاء. وحافظ آل تريك على جعل «شاي السّماورْ» الكلاسيكي جزءاً أساسياً في ضيافة مجلسه لمدة تزيد على ثلاثة عُقود. وشاي «السماور» طريقة إعداد شاي يتجاوز عمرها ثلاثة قرون، وهي عادة قيصرية روسية في الأصل، وقد انتقلت إلى أوروبا والشرق الأوسط، ووصلت إلى الدول العربية عام 1900م.
وُلد آل تريك عام 1365هـ، وبعد دراسته التحق بالعمل الحكوميّ، وشغل منصب «باحث قضايا» في إمارة المنطقة الشرقية حتى تقاعده عام 1425 ليتفرّغ للعمل الاجتماعي ومواصلة اهتمامه الفلكلوريّ. وقد جمع آل تريك إلى ذلك الكتابة الخدمية عبر الصحف المحلية، وتناول كثيراً من احتياجات القطيف وتواصل مع المسؤولين حولها.
خلف معتوق آل تريك سبعة من الأبناء ومتحفاً شخصياً غنياً يمثل حصيلة ما جمعه خلال أربعين سنة، ويضمّ سلة متنوعة من المواد الفكلورية بدءاً من الوثائق وانتهاءً بالمشغولات اليدوية والصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى