وطن
2014-01-28

«الكوارع والمقادم والباجة».. تجمع سكان وأهالي بلدة التوبي في القطيف

القطيف – ماجد الشبركة

استضاف نادي كبار السن في بلدة التوبي بمحافظة القطيف مجموعة من كبار السن على وليمة شعبية تعددت مسمياتها، ومنها» الكوارع، والمقادم، والباجة « بحضور 60 مدعواً. وعلى الرغم من أن أكلة الباجة، سمينة وثقيلة، كونها تتكون من أرجل الخروف أو البقر والعجول المسلوقة، ويضاف إليها أحياناً بعض الأحشاء مثل الـكرش، إلا أن سكان البلدة و كبار السن فيها لم يترددوا على الحضور والمشاركة في هذه المائدة التي تجمعهم سنوياً، في عُرْف لايزال يصارع عوادي الزمن ويحافظ عليه أهالي البلدة الذين توارثوه أباً عن جد، وهو مظهر من مظاهر التآلف والتراحم والتآخي، في زمن ابتعد فيه كثير من الناس دون إرادتهم عن بعضهم بسبب تطورات ومشاغل وضغوط الحياة. وافترش كبار السن الأرض حول الأطباق التي قدِّمت بطريقة شعبية، وفي منظر خالٍ من التكلف، يكعس البساطة، ويلغي فوارق الطبقات بين الجالسين، ويوحي بالود والأُلفة.

»الشرق» شاركت المائدة في مجلس شعبي عام ومفتوح يجتمع فيه كبار أهالي البلدة يومياً، ويتبادلون فيه الأحاديث ويتناقشون فيه حول همومهم المشتركة، ويتردد عليه الشباب لسماع قصص وتجارب وذكريات الآباء والأجداد. يقول الحاج مكي عبدالله آل عمير، لـ»الشرق»، بأنه يَعُد أكلة الباجة لأهالي البلدة منذ قرابة خمسة عشر عاماً، وهي أكلة شعبية معروفة لدى أهالي الخليج العربي، وهي من وجبات فصل الشتاء، مبيناً أن مطاعم محافظة القطيف الشعبية التي اندثر معظمها، كانت تَعُد هذه الوجبة في الفجر، وهي أكلة رئيسة، خاصةً لآبائنا الذين كانوا يعملون في الفلاحة والبناء وبقية الأعمال الشاقة. ويستغرق إعداد الوجبة بحسب آل عمير، سبع ساعات في القدر العادي، أما في قدر الضغط حوالي أربع ساعات، وتطبخ على نار هادئة، ومكوناتها سيقان العجل أو الأبقار، والخبز، ويضاف إليها أحياناً الكرش ورأس الغنم إذا كانت الطبخة معدة من سيقان الأغنام، وبعد نضوجها، يتم وضعها في صحون معدنية ورش ماء الصفو والباجة فوق الخبز بطريقة مشابهة لإعداد وجبة الثريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى