كشكول
2014-01-28

هندية تسير تسعة أيام متواصلة لتضع حملها


على ارتفاع 11 ألف قدم وبين وديان جبال الهملايا الشاهقة التي تكسوها الثلوج بمنطقة “لاداكا” بشمال الهند وخلال صقيع تنخفض الحرارة فيه إلى أقل من 35 درجة تحت الصفر سارت عائلة هندية من أهالي المنطقة على ضفاف نهر “تشادار” المتجمد في رفقة واحدة من نسائها الحوامل في رحلة إلى قرية “لينغشيد” التي تبعد عنهم بمسافة تتجاوز السبعين كيلومتراً وذلك من أجل بلوغ أقرب مستشفى حتى تضع الحامل حملها.

ولتقوم بعد أن رُزقت بوليدها الذي رافقها في الجزء الأول من الرحلة وهو داخل أحشائها بشد رحالها مع عائلتها مرة أخرى للعودة إلى منزلهم وقد ازدادوا فردا.

وخلال رحلة مماثلة في مشقتها لسابقتها تحمل الأم صغيرها الذي خرج للدنيا على ظهرها وتسير به مع عائلتها لثماني ساعات يومياً مشياً على الأقدام خلال تسعة أيام لازمة لقطع المسافة بين القريتين في كل مرة بعد أن تقطعت السبل الأخرى بينهما ولم يكن هناك سوى هذا الحل الوحيد لمواصلة البقاء.

وخلال رحلة الولادة هذه كانت العائلة تقف كل ليلة لتستريح في أحد الكهوف التي تحتضنها في بحثها عن بعض الدفء المؤقت لساعات قليلة من النوم والراحة وتناول الطعام وشحن قواهم لمواصلة ما بقي من رحلتهم المهمة في لحظات استطاع المصور الأيسلندي “تيم فولمر” مشاركتها مع العالم بالصدفة أثناء تواجده في طريق العائلة.

ويقول “فولمر” واصفاً ما شعر به ولم يستطع نقله بالصور بأنه ذُهل في البداية عندما شاهد هذه العائلة تسير في مثل هذا المكان المنعزل ودهش أكثر حين عرف غاية رحلة النضال الخطرة هذه وخصوصاً بعد رؤيته للوليد الصغير ليدرك بأن العائلة الآن هم في رحلة العودة لقريتهم واستأذن مرافقتهم فيها لتوثيقها بما كان قادراً على بيانه من تفاصيلها المذهلة.

 


الأخ الأكبر للمولود الصغير مع أحد أفراد العائلة في رحلتهم
————————-

أحد الكهوف من محطات استراحة العائلة أثناء رحلتها
———————

بعض أفراد العائلة في وقفة قصيرة من رحلة العودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى