وطن
2014-01-30

القطيف: شاب يفي بنذره لفرسه «النافقة».. ويحتفل بزفافه على أخرى

متابعات

وفى شاب سعودي بنذر قطعه على نفسه، بأن يُزف على ظهر فرس، وفاء لفرسه «العزيزة» على قلبه، التي فارقت الحياة قبل أعوام. وقطع الشاب محمد الزاير المسافة بين مكان الاحتفال بعرسه وبين منزله على ظهر فرس وسط جمع ممن شاركوا في حفلة الزفاف.

وارتبط الزاير بعلاقة قوية مع فرسه «مُنايا»، وهو اسم يحمل دلالات خاصة لصاحبها له علاقة بتحقيق الأمنيات، إلا أنه كان أقرب إلى «المنيّة»، ففارقت الحياة لاحقاً، إلا أن موتها قبل خمسة أعوام دفع هذا الشاب إلى «النذر» بأن يكون زفافه على ظهر فرس. وتمسك بهذا الحلم، واحتفل قبل أيام بزواجه وإن كان الزفاف على ظهر فرس أخرى، وفاء لفرسه السابقة التي ولدتْ وتوفيت بين يديه.

ومثّل امتطاء فرس خلال حفلة الزفاف حلماً لمحمد، الذي يعمل محاضراً وباحثاً في جامعة الملك فيصل، إضافة إلى احترافه التصوير الفوتوغرافي. وكان هذا الحلم يراود هذا الشاب الذي يهوى تربية الخيول العربية الأصيلة. وفاجأ الزاير الجميع بعد انتهاء مراسيم الزواج في إحدى صالات الأفراح في محافظة القطيف قبل أيام، بامتطائه الفرس خلال ما يسمى محلياً بـ«الزفة»، ليجوب شوارع حي المدارس وما جاورها، قبل أن يصل إلى منزله على وقع الأهازيج الشعبية التي كان يرددها أهالي العريس وأصدقاؤه ومحبوه. فيما ازدحم المصورون المحترفون والهواة لتوثيق هذه اللحظات النادرة.

وقال الزاير لـ«الحياة»: «إن الدافع للزفاف بهذه الطريقة هو حبي للأصالة، فالخيل العربية مع ما تحمله من جمال، تمثل الأصالة التي هي الجزء المحبب لي، وتعلقت بها منذ نعومة أظافري».

ويمثل امتطاء فرس خلال الزفاف جزءاً أسياسياً من الموروث الشعبي في القطيف، إذ يقتضي زفاف العريس على الخيل من مكان يتعارف عليه بـ«الغسالة»، انطلاقاً من إحدى المزارع على وقع الأراجيز الشعبية، تقليداً للمورث الشعبي، إلا أن هذا التقليد كاد أن يختفي خلال الأعوام الأخيرة، بسبب استبدال المركبات الفارهة بالخيل.

وأضاف الزاير: «والدتي كانت تتغنى منذ صغري بالتقاليد، ومنها زفاف العريس على فرس، ما دفعني إلى الاهتمام بتربية الخيول، كما نذرتُ بأن أزفَّ على ظهر فرسي الأصيل»، مردفاً أن «الفكرة منطلقة من عشقي للخيل الأصيل، لتتمخض 18 عاماً من الصبر على فرس كانت هي المقصد غاية المُنى، وتحمل الأصالة والعروبة، وجديرة بهذا الموروث وهذه الرغبة». وأضاف: «بعد كل ذلك وفي خضم البحث عن العروس، ماتت الفرس المنشودة، لتترك أثراً بالغاً في النفس ورغبة جامحة في الوفاء بالنذر، عندها تم الاحتفال كما كان يجب أن يتم، فكان زفافي على فرس عربية جميلة، ولكنها بالتأكيد ليست مُنايا».

يذكر أن حفلات الزفاف في القطيف بدأت تميل إلى الطابع التقليدي والموروث الشعبي. إذ شهدت إحدى البلدات قبل أيام، زفاف شاب على مركب بحري، تم ربطه في سيارة جابت الأزقة والأحياء. وذلك لارتباط العريس بمهنة الصيد. فيما تم زفاف آخر على «قاري»، وهي عربة محلية الصنع يجرها حمار، وهي وسيلة النقل الأكثر استعمالاً في السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى