مايسطرون
2018-10-05

ما حقيقة الفيديو الذي يتحدّث عن أكل الأندومي وأكياس السيلكون المتجمعة في أمعاء فتاة؟


ينتشر في مثل هذه الأيام مقطع فيديو لعملية يستخرج فيها مجموعة من الجراحين كميات ضخمة جدًا من الكرات الهلامية البيضاء!

حيث يدّعي مروِّجو المقطع: أنَّه عملية إزالة كرات بلاستيكية سيليكونية من أمعاء فتاة عمرها ١٨ سنة كانت لا تأكُّل إلَّا الأندومي!

وحقيقة هذا المقطع (كما جاء من مصدره في قسم الجراحة العامة والنسائية في مستشفى الأمير راشد بن الحسن العسكري في أربد): أنَّه عملية إزالة أكياس مُتَحوصِلَة من كبد مريضة عمرها 37 سنة تشكَّلت بسبب الطفيل المُعدي (الذي يستهدف عادةً أنسجة الكبد ويتحوصَل فيها، وقد يُصِيب أيضًا الرئة) والذي يُسمَّى بِـ “المُشْوِكَة” (Echinococcus)، والذي ينتقل عن طريق الأعشاب والحشائش والخضراوات الملوثة ببراز الكلاب. ليس هذا فَحسب، بل والذي تستدعي عملية إزالة حويصلاته من الكبد بعد استخدام كيمياويات طُفيلية من الدرجة الأولى: الحذر الشديد واستخدام تقنيات خاصة، وليس فقط مُجرَّد حملها بالأيدي من قبل أشخاص مُتعدِّدين ووضعها في طشت بطريقة غير مُمنهَجة وكأنَّها كرات بليارد والجميع مُنشغِل بعملية التصوير؛ وذلك لأنَّ انفجار أي حويصلة منها، أو عند حدوث أي تسرب لمحتوياتها الطُفيلية باتجاه بقية أعضاء المريض الداخلية، سيعني حينها تلوث الأنسجة مرةً أُخرى وصعوبة السيطرة على المرض في المستقبل وتهديد حياة المريض بالخطر في حال نمت تلك الكرات من أول ومن جديد (ولو بعد سنوات)، هذا فضلًا عن احتمالية تلوث المكان الذي تُجرَى فيه العملية أيضًا (أنظر المراجع في الحاشية: 1-12).

ومن هنا أذكر: بأنَّه بدلًا من الاستفادة من هذا المقطع في تثقِّيف الناس عبر الرسالة القائلة: “بأنَّ هذه الطفيليات (بل وغيرها من ميكروبات) موجودة على أرض الواقع، ولا تُرى بالعين المُجرَّدة؛ وهو الأمر الذي يؤكِّد على ضرورة غسل الخضروات والحشائش وكل ما يأتي من المزارع بشكل جيد قبل أكلها من أجل إزالة أي عوالق بيولوجية عليها”؛ نجد بأنَّ التوصِّيف الذي يقوم به البعض يُقدِّم رسائل مغلوطة (سواء كان بقصد أو بدون قصد!).

وللتوضيح، فلقد سبق وأنْ تحدثتُ عن الأندومي في السابق في أكثر من مادة تثقيفية، ووصفتُ تركيبته بشكل ٍ دقيقٍ (كما هو موجود على روابط المواضيع ذات الصلة في الحاشية)، وليس هناك داعي لتضخيم عناوينه!

وفي شأن مثل هذه الفيديوهات أقول: بأنَّه في حال لم يرد توضيح صريح لطبيعة الحالة وحقيقتها من قبل الفريق الطبي أو جهتها الرسمية إمَّا في هيئة مؤتمر صحفي أو تقرير مُعتَمَد، فليس هناك داعي لنشر الفيديو تحت عناوين مُختَلقة وتخويف الناس من مضامينه!

وفي الأخير أبيِّن أيضًا: بأنَّنا شاهدنا مُسبقًا مقاطع مصوَّرة كثيرة انتشرتْ على الشبكة العنكبوتية، كانت تُقدَّم بعناوين مرضية خاصة وظهر لنا بعد متابعة حقيقتها بسبب الثغرات التي لاحظناها فيها: عدم دقتها، أو عدم صحة ما تضمّنه كامل موضوعها (رأسًا على عقب)، أو أنَّها كانت تُجرَى لحيوانات في عيادات بيطرية (وليس لأدميين)!

 

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى