مع بداية مارس لعام 2014 ، تُشير بيانات النماذج العددية الجوية المُشغلة لدى مركز طقس العرب الإقليمي للأرصاد والتنبؤات الجويّة إلى أن سماء السعودية ستشهد بمشيئة الله اندفاعاً لكميّات هائلة من السُحُب تزور الأجواء بدءاً من السبت الماضي في شمال المملكة و تظهر تدريجياً في أجواء بقية مناطق المملكة خاصة خلال منتصف هذا الأسبوع.
السُحُب في معظمها ستكون على ارتفاعات مُتوسطة وعالية، و لكن سيتخللها تشكُل بعض السُحُب الماطرة في أجزاء من شمال البلاد اعتباراً من مساء الأحد ويوم الإثنين و ذلك جراء بدء تأثُر المملكة بحالة من عدم الاستقرار الجوي.
ظُهور هذه الغيوم سيكون على شكل حزام سحابي عملاق يمتد على مسافة آلاف الكيلومترات من مناطق شبه استوائية في أفريقيا وصولاً إلى السودان ومصر نحو أراضي المملكة، و هذا الاندفاع ما هو إلا كنتيجة لاندفاع الرطوبة المدارية نحو أجواء المملكة جرّاء مُنخفض جوي خماسيني يتحرك من ليبيا نحو شرق المتوسط.
وأوضح الفلكي سلمان آل رمضان، أن شهر مارس يمتاز بتقلب الطقس، خصوصا في فترة تداخل الفصلين (نهاية الشتاء ودخول الربيع)، حيث يوصف «مارس» بالشهر غير المستقر، مضيفا إن هذه الفترة قد تشهد عودة الأمطار في المنطقة الشرقية اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء، وقد يكون تأثيرها ملطفا لدرجة الحرارة.
وأضاف إن المناخ خلال هذا الشهر سيشهد حالة عدم استقرار، إذ تهب رياح شمالية يحدث معها انخفاض في درجات الحرارة، وهي ما يعرف بـ (برد العجوز)، يبلغ عدد أيامها في العادة سبعة أيام، مشيرا الى أن هذه الفترة تشهد عودة البرودة بعد ما يظن الناس أن الشتاء رحل وهو ما يعرف في المثل بـ (بياع الخبل عباته) وقصته ذلك الذي ظن أن الشتاء انتهى فباع ما كان يدفيه في الشتاء لعدم الحاجة إليه فلما عاد البرد قتله حيث لم يجد ما يتقي به.
وبين أن موجة البرودة التي ستشهدها فترة عقرب الدسم ليست قاتلة، مشددا على ضرورة اتخاذ أسباب الوقاية والحذر خاصة للصغار وفي ساعات الصباح وهي قد تستمر طيلة الأسبوع.
