شهدت ليلة تأبين سماحة العلامة الراحل الشيخ سعيد المدلوح، عرض الفيلم الوثائقي الذي حمل اسم الليلة نفسها ( ميراث المحبة ) وهو فيلم عن حياة الشيخ المدلوح ويروي قصة شاب ترك وظيفته بكلية الظهران عام (1965) بعد أن تقاضى مرتباً عالياً، متجهاً لمدينة النجف الأشرف العراقية لبدء الدراسة الدينية بدل لندن التي كان مقرراً أن يبتعث إليها من قبل الكلية. شارك في الفيلم عدد من الشخصيات العلمائية وغيرهم، مثل: السيد علي الناصر السلمان والشيخ حسن الصفار والسيد عبد الله الغريفي والسيد جواد الكلبايكاني والمؤرخ حسين آل سلهام وآخرين. الفيلم الذي امتد لأكثر من نصف ساعة، شد انتباه الجمهور، لتقنيته الحديثة في إخراج الأفلام الوثائقية، إلى جانب ذلك ظهر الشيخ سعيد في الفيلم في مقاطع مصورة تظهر لأول مره وتصور بساطته وفويته في الحديث، كما عرفه الناس .
كما شهدت الليلة التأبينية مشاركة السيد هاشم السيد علي الناصر في فقرة كلمة العلماء، نيابة عن والده الذي تغيب عن الحضور لعدم تواجده في المنطقة.مشيراً إلى أن الشيخ تملكه ببساطته وهدوئه وتواضعه من أول لقاء. مضيفاً: ” إننا نرى فيه عدم تنافس للدنيا بل كان يتنافس من أجل الآخرة. كما ألقى الشاعر الكبير السيد هاشم الشخص قصيدة في الشيخ سعيد المدلوح، قال من بين أبياتها: ” غناكَ شعري ياسعيدُ أخ الوفا/ والحافظون أقلةٌ بل ندرُ/ في فقد والدي الحبيب وجدتهُ وردي الذي يروي ضماي فأصبرُ/ إذ جاء يذكره ويطلق زفرةً/ وأنا سؤالٌ عنده وتحيرُ/ فيجيبني هي صحبةٌ وصداقةٌ وبمثله يزهو الفؤاد ويفخرُ/ فأبوك كان أستاذي وكان معلمي/ قد قالها وفؤاده يتفطرُ/ يا آل مدلوحٍ فديتُ عزيزكم/ فلأنتمُ أهل الوفاء/ بل أجدرُ/ ماكل من أعطى العهود موفياً أبداً/ وما كل المعادن جوهرُ “. يذكر أن الشيخ سعيدالمدلوح ولد العام 1361 هجري، في سيهات وتوفي مطلع فبراير الماضي بعد إجراء عملية قسطرة خطرة في شرايين القلب، ووريا الثرى في مدينته الأم سيهات.
