وطن
2014-03-30

انعاش حركة كورنيش سيهات مع تحسن الطقس واعتدال الحرارة

عبدالواحد محفوظ-خليج سيهات

على عشب كورنيش سيهات بإطلالته المميزة يجلس الجميع ويتأملون البحر للاستمتاع بنسمات الصباح المنعشة واستنشاق الهواء النقي المحمل بالأوزون ورائحة البحر وإيقاع أصوات رقيقة لموجه الهادئ، وكي تحلو النزهة يحضرون بعض العصائر والمأكولات الخفيفة والحلوى التي يتناولاها خلال نزهتهم..

هكذا يبدو كورنيش سيهات لعشاقه من كل الأعمار والأجناس، فكما يستمتع الشباب بممارسة الرياضة والنشاط البدني يمارس الكهول التمشية لمسافات طويلة، فيما يحظى الأكبر عمراً والمسنون بجلسات هدوء واستجمام لا تضاهى، أما الصغار فالكورنيش الذي يخلو من الألعاب الخاصة بهم هو برغم ذلك مكان استثنائي بالنسبة لهم؛ فهم يشاهدون البحر ويلهون على الحشائش ويتسابقون على أرضه، وربما يتوقفون بعض الشيء لممارسة بعض التمرينات الرياضية في بقع مختلفة من الكورنيش، فهم في فترة المساء غالبية مستخدميها.

هنا على كورنيش سيهات تجد من يرتدي الملابس الرياضية، بينما تمارس المرأة رياضتها بانتظام دون أن تضطر للتخلي عن عباءاتها ونقابها أو زيها الإسلامي، التغيير الوحيد يكون في نوعية الحذاء الذي تم استبداله بآخر رياضي أو على الأقل مريح.

 

ليل ونهار

على كورنيش سيهات وخلال فترتي المساء والصباح رصد «خليج سيهات» آراء عدد من رواد الكورنيش، الذي يبدو ليلا مكتظاً ورافعاً لافتة «كامل العدد»، ورغم ذلك لا زال فاتحاً ذراعيه للمزيد من الرواد، بينما طوال النهار ومهما اختلفت درجات الحرارة لا يخلو من زيارات عشاقه، لكن المحظوظ من يأتي مع أول خيوط النهار لينعم بالطقس المعتدل وبشائر الصبح التي لا تضاهى.
ففي الصباح الباكر يأتي إلى الكورنيش الراغبون في ممارسة الرياضة قبل الانطلاق إلى أعمالهم، أو السيدات غير العاملات الراغبات في ممارسة رياضة المشي وبعضهن يحضرن بصحبة الأطفال الرضع يدفعونهم في العربات المخصصة، ولا يخلو الأمر أيضاً ممن أتوا إلى هنا فقط من أجل اقتناص لحظات هدوء وصفاء مع النفس أو بصحبة أناس أعزاء لديهم. مشاهد كثيرة يمكن أن تلحظها، فهذة العائلة السيهاتية جاءت حاملة الغداء او العشاء وقهوتهم لتناولها بينما يطالع مياه الخليج الهادئة، وهذا آخر جاء بعدة التصوير الاحترافية لالتقاط بعض الصور لصباح جديد ليضيفها إلى ألبومه الخاص، وهناك من جلست تتأمل صفاء المياه وتنعش حواسها بنسمات الصباح العليلة بينما تضع سماعات هاتفها الجوال في إذنيها لتستمع إلى ما يحلو لها ويضاعف من جمال لحظتها الخاصة.

 

فوائد متعددة

برفقة ابنتها الرضيعة «زهراء» كانت الأم تمارس رياضة المشي على الكورنيش بخطوات متسارعة رغم أنها كانت تدفع صغيرتها النائمة في العربة، قالت الأم إنها وضعت مولودتها منذ 3 أشهر فقط، وبسبب الحمل والولادة زاد وزنها بعض الكيلو جرامات فضلا عن الترهلات «بعد الولادة نصحتني الطبيبة بممارسة الرياضة ولو المشي، ولأن ابنتي صغيرة لا يمكنني تركها والتوجه إلى أحد الأندية، لذا فكرت في التمشية المنتظمة على الكورنيش ولو لـ5 أيام في الأسبوع، والحمد لله أنا منتظمة منذ 3 أسابيع في ذلك، خاصة أن الطقس جيد باستثناء الأيام القليلة التي شهدت العواصف الترابية فلم أخرج فيها خوفاً على مولودتي، وأشعر بتحسن كبير ليس فقط من ناحية الوزن والجسم لكن نفسياً أشعر بسعادة كبيرة وارتياح خلال التمشية، حيث أضع السماعات وأفتح الجوال على المواليد واللطميات وأستمتع بسماع الأدعية والمحاضرات الدينية وغيرها خلال تمشيتي والمهم أنني أعرض طفلتي لأشعة الشمس بعض الوقت وهذا أمر مهم للغاية للحصول على فيتامين (د) من مصدره الطبيعي الأول وهو الشمس. فالتمشية على الكورنيش كلها فوائد وإن شاء الله أحافظ عليها باستمرار طالما سمح وقتي بذلك، وحتى الآن هو كذلك فزوجي يتوجه إلى عمله مبكراً وكذلك ابناي الأكبر سناً يذهبان إلى المدرسة، وبعد الانتهاء من التمشية التي قد تستغرق من ساعة ونصف إلى ساعتين -حيث أحياناً أجلس لأطالع البحر فهو متعة في حد ذاته- أعود إلى البيت لمتابعة مهامي المنزلية وتجهيز الطعام لأسرتي».

 

عباءة وكوتشي

العباءة السوداء مع الحذاء الرياضي منظر يبدو مألوفاً على الكورنيش، فارتداء الملابس التقليدية أو الملتزمة لا يعني الحرمان من ممارسة الرياضة، هكذا قالت لنا فاطمة أحمد، وهي طالبة جامعية تدرس بجامعة الدمام تخصص كيمياء «أحب جداً ممارسة رياضة المشي، ولأنني أسكن بالقرب من الكورنيش أحرص على الحضور إلى هنا كلما سنحت لي الفرصة، أحياناً أحضر قبل التوجه إلى الجامعة أو في الأيام التي لا يكون فيها دراسة، وفي الغالب أحضر إلى هنا في فترات بعد الظهر أو المساء مع تحسن الطقس، أحياناً أكون بمفردي وأخرى مع والدتي أو أخواتي البنات لو لم يكن مشغولات وأحياناً مع بعض الصديقات»، وتتابع «بالفعل هذه العادة أثرت في حياتي بشكل كبير فأنا أشعر أنني أفضل حالا في كل النواحي الصحية والنفسية، فالمشي له فوائد لا تحصى وأنا أحاول أن أجعله جزءاً من أسلوب حياتي».

وتؤكد فاطمة أنها لم تتعرض لأي مضايقة تذكر خلال تمشيتها حتى بمفردها «الحمد لله بلدنا آمن وكل فرد سواء مواطن أو مقيم في حاله، فلا أحد يتعرض لأحد، كما أنني لا أتيح أي فرصة لهذا فأنا ارتدي العباءة الفضفاضة والغطاء وبالتالي فلا توجد أي فرصة لمن يضايقني، وانظر إلى الكورنيش ستجد عليه الكثير من مرتديات العباءة، فالعباءة لا تمنعنا من ممارسة الرياضة وبالتحديد المشي فهي لا تعيق الحركة ولا تضايقنا، وتحتها يمكن أن أرتدي الملابس القطنية والرياضية التي تشعر الجسم بالراحة خلال الرياضة، إلى جانب حذاء رياضي ويحبذا لو كان مخصصاً للمشي لأنه سيعطي راحة كبيرة للجسم خلال التمشية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى