تنتشر في فصل الشتاء العديد من الفيروسات المعدية، منها الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمية مما يعني عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة وتصيب جميع الفئات العمرية، وينتقل الفيروس عن طريق الفم والأنف عند استنشاق الرذاذ، أو لمس الأسطح الملوثة به، ويهاجم الجهاز التنفسي، و تتراوح الإصابة ما بين خفيفة إلى حادة.
اللقاح حماية
في كل عام، وقبل بدء موسم الشتاء ترد تنبيهات من وزارة الصحة في كل وسائل الإعلام بضرورة أخذ اللقاح، وذلك بعد ملاحظة كثرة أعداد المصابين وشدة الأعراض وتنوعها، وأكدت الوزارة أنه يمكن أخذ لقاح الإنفلونزا إلى جانب لقاح كورونا وذلك لتوفير أكبر قدر من الحماية للمواطن والمقيم معًا.
والملاحظ أن الإنفلونز باتت أشد ضراوة «خليج الديرة»
تلمست بعض الآثار التي تركتها على بعض المصابين فالتقت بـ «منى الشمري» التي قالت: أصيب جميع أولادي بالإنفلونزا، وعندما ذهبت إلى الطوارئ اندهشت، فهذه أول مرة أشاهد مثل هذا الزحام بسبب كثرة المصابين، وكانت ابتني متعبة، فحرارتها استمرت أربعة أيام ومصابة بالدوار، وترفض الأكل.
وأضافت: كل أولادي تعرضوا للإنفلونزا مرتين خلال أسبوعين، وهذا الأمر غريبٌ، فما نعرفه هو أن الإنفلونزا كانت سابقًا نتعرض لها مرة واحدة في الشتاء، أما هذا الموسم فقد تعرض الجميع لها أكثر من مرة، والبعض أخذ وقتًا طويلًا للتعافي.
وتابعت: صديقتي كذلك ذهبت للطوارئ يوم أمس، فوجدتها مكتظًة بالمرضى، فكان من حرارتهم مرتفعة لهم الأولوية في العلاج، والبقية على الانتظار.
تضاعفت الأعراض عن كل عام …
أما «فضة السمع» فوصفت أعراض إصابتها بالإنفلونزا هذا العام بأنها حادة جداً خاصة الاحتقان والصداع، رغم أنها بدأت بدوخة بسيطة مع تعب عام، وألم خفيف في الحلق، ثم بعد ١٢ ساعة زادت شدة الأعراض، إضافة إلى التهاب الجيوب الأنفية مما زاد الأمر سوءًا، خاصة مع استمرار الصداع مع المسكن من ساعة إلى ساعة ونصف أحيانًا، وكانت قلة التركيز، والنوم المتقطع هو الغريب في الأمر.
وتابعت، فضلت عدم الذهاب إلى المستشفى، وتناولت المسكنات، وأدوية التهاب الجيوب الأنفية، ومحلول التنظيف الخاص بها ، وأكثرت من مشروبات الأعشاب الدافئة مع العسل، وحرصت على تخفيف الألم بالاستحمام وتنقيع القدمين في ماء دافئ وما زلت تحت العلاج.
تأييد يؤكد .. الإنفلوزا ..بقي اسمها وتغير مظهرها
وتؤيد «أحلام الزهراني» أن الأنفلونزا شديدة نسبيًا هذا العام على جميع المستويات، وأن إصابتها هذا الموسم قوية جدًا، وليست كالسابق، مع آلام شديدة في العظام خاصة الظهر، والصداع والغثيان.
وأكملت: تعبت كثيراً، ومن شدة الآلام ذهبت إلى المركز الصحي، وأخذت العلاج المتمثل في المسكنات ودواء الكحة، مؤكدين لي أنها إنفلونزا موسمية.
الإنفلونزا وكوفيد 19… توأمان متشابهان
ومن الجانب الطبي، أفاد الدكتور «مؤيد الحكيم» استشاري الأطفال أن الإنفلونزا الموسمية تعدُّ من الأمراض المشهورة في فصل الشتاء، و تسبب كثرة الحالات المصابة على اختلاف حدتها إرباكًا في المستشفيات عموماً، وأقسام الطوارئ على وجه الخصوص.
وأكدَّ «الحكيم» أن أعراض الإنفلونزا الموسمية تتشابه مع كوفيد- 19، ويصعب التفريق بينهما أحياناً، فكلامها يشمل ارتفاع في درجة الحرارة، والتعب العام، وألم الحلق، والسعال، وضيق التنفس، بالإضافة إلى الغثيان و القيء، و الإسهال، وعلى الرغم من تعرض الكثير من المصابين بكوفيد- ١٩ لفقدان حاسة الشم والتذوق إلا إن هذا العرض غير مختص بها فقط، ولا يمكن الاعتماد عليه وحده للتشخيص فقد يشعر به أي مريض إنفلونزا.
سرعة الانتشار …
وأشار «الدكتور مؤيد» إلى أن فيروس كوفيد-١٩ يتسم بسرعة الانتشار والعدوى بين الناس، مما يؤثر بشكل كبير على نسبة من المرضى، فيحتاجون إلى التنويم أو الدخول للعناية المركزة، وهو ما جعل هذا الوباء يشكل تحدّيًا كبيرًا للمنظومة الصحية في مختلف أنحاء العالم في الفترة السابقة، في المقابل الإنفلونزا الموسمية غالبًا يكون تأثيرها أقل، ولكن حدَّتها تزداد مع وجود أمراض مزمنة لدى المصاب كأمراض القلب، والرئتين، والسرطان، ونقص المناعة.
اللقاح يقلل من نسبة الإصابة …
وتابع، لذلك قامت وزارة الصحة بجهود جبارة لتوفير لقاح الإنفلونزا سنويًا، وحثت على أخذ اللقاح لعامة الناس بما فيهم الأطفال فوق ستة أشهر، وذلك من أجل تقليل نسبة الإصابة في المجتمع وانتشارها، وتقليل حدّتها، وتقليل الحاجة للتنويم في المستشفيات، خصوصاً أقسام العناية المركزة.
التطعيم .. حماية لمن حولك
وشدد «الدكتور الحكيم» على ضرورة أخذ اللقاح بناءً على ما أوصت به وزارة الصحة، التي تكون أكثر ضرورة لأصحاب الأمراض المزمنة وأهاليهم؛ حفاظًا على صحتهم، فهم أكثر عرضة للمضاعفات من غيرهم، وكون الشخص محصناً لا يعني فقط حمايته، وإنما حماية من حوله أيضًا، وهذا هو الهدف من التطعيم.
