مايسطرون
2023-03-23

الشمعة لا تنطفئ بالرحيل


@ رحلتَ.. ولكنَّ شمعتَكَ التي أضاءت بأحرُفك بيوت مدينتك لن تنطفئ.
@ رحلتَ.. وستكون قصائدكَ لمدينتكَ سراجًا لن ينطفئ.
@ رحلتَ.. لكننا سنضع كلماتكَ وأحرفكَ ونثركَ وشِعركَ نبراسًا لنا كلما تناحرنا في خلافاتنا.. فما زلتَ الملاذ لنا؛ لنتوحَّد في حب المدينة التي فتحنا أعيننا على حبها وعِشقها.. فليس هناك أجمل من شِعرك يجمعنا على عودة شريط الفرح والإنجاز في الزمن الجميل.
@ رحلتَ.. وما زلنا نعيش على ذكرى (حبنا لش كل يوم يكبر) و(يا سفينة دارت بنا).. وكل الكلمات التي حفظناها منذ الصغر عن ظهر قلب.. وكبرنا وما زلنا نعيش في جلبابها.
@ رحلتَ.. ومساحة الحزن في سيهات كبرت.. ولِمَ لا.. وأجيالها عاشوا سنوات الفرح في قصائدك التي لم يَمحُها الزمن.. وكلما أتعبتهم الانكسارات أعادوا من جديد فتح دفاترهم القديمة؛ ليسبحوا في بحر كلماتك التي تذكِّرهم بالفرح والألفة والمحبة لأهالي المدينة.
@ رحلتَ.. وتركتَ فينا أعظم الذكريات التي تسبح في نهر طيبة أيام زمان، فلا خلافات ولا اختلافات، وكان الجميع في مدينتك يتسامرون على قصائدك التي تُشعِل فيهم حب سيهات.. وكنتَ أيُّها (الحبيب) الاسم والمعنى في نظر أهالي مدينتك، فلم يختلف الكبير والصغير منهم على مكانتك في نفوسهم.. ولا أبالغ إذا قلتُ وكتبتُ أن مجرد ذِكر اسم الشاعر حبيب الحميدي يعني الفرح في ذاكرتهم وثقافتهم وأدبياتهم.
@ رحلتَ.. وألمُ الفراق أشبه بالسواد الذي غطّى جنبات مدينتك سيهات.. ولعَمري أن المفارقة العجيبة في رحيلك خلجات متناقضة، فرغم الحزن الذي سكننا، أعاد رحيلكَ شريط الذكريات في محطات الفرح التي عاشها أهالي سيهات في زمن المحبة الصافية التي لا يشوبها أي شائبة في تلك الحقبة.
@ رحلتَ.. ولكن ذاكرة القلوب أقوى من ذاكرة النسيان.. فهي العاطفة التي تعمَّقت بين أجيال مدينتك وشِعرك الخالد الذي ينتقل من جيلٍ لآخر.
@ رحلتَ.. أيها الأستاذ والمُعلِّم والشاعر، وما زلنا نتذكَّر وقفتك وشموخك وإخلاصك، وأنت تُعلِّمنا، في البروفات بالنادي القديم، كيف ننشد الأهازيج التي تتغنّى في سيهات، وكان بُحّ صوتكَ ينطلق من القلب قبل اللسان، وشكَّلت فينا تلك اللحظات والمواقف عشقًا ليست له حدود، كلما ذُكِر اسم سيهات والخليج.
@ رحمكَ الله أبا مؤيد.. وأسكنك فسيح جناته.
@ لن ننساك ما حيينا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى