سيهات : تقييم بيئي لغابات القرم (المانجروف)

كرامة المرهون و علاء الدبيس - خليج سيهات

تتوجه الأنظار إلى تعزيز أهمية المحافظة على أشجار القرم المتواجدة على شكل تجمعات شجرية تسمى غابات القرم ،وقد أولت الدولة اهتماماً كبيراً بالتوجه للمحافظة عليها حفاظاً على البيئة البحرية من المشكلات البيئية الناتجة عن التلوث الذي يشهده أغلب سواحل المنطقة الشرقية وحفاظاً على الثروة السمكية من الانقراض بسبب التلوث والمد العمراني الذي طال مساحات واسعة من البحر .

وما نشهده هذه السنوات من اهتمام حدا بالكثير من الأكاديميين المتهمين بالبيئة إلى التعمق وتقديم الدراسات العلمية التي تسلط الضوء على أهمية أشجار القرم في البيئة البحرية ، من هذه الدراسات دراسة واسعة قدمها السيد علي العلي في بحثة لرسالة الماجستير التي طرحها بعنوان “تقييم بيئي لغابات المانجروف في خليج تاروت” حيث تشمل غابات القرم في الدمام ،سيهات ،جزيرة تاروت ، العوامية ،صفوى و رأس تنورة .

إلتقت ” صحيفة خليج سيهات ” بالسيد العلي ليوضح لنا جانباً من رسالة الماجستير التي قدمها فقال ” تحتوي سواحل مدينة سيهات على ثلاثة تجمعات من نبات القرم (المانجروف) ولقد قمت باستخدام صور حديثة من القمر الصناعي GeoEye-1 عالية الدقة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التكنولوجيا و كذلك العمل الميداني خلال شهر رمضان الماضي لحساب مساحة هذه التجمعات الثلاث على شاطئ سيهات و الذي كان حوالي ٢٨٤ ألف متر مربع.

التجمع الأول “يقع بالقرب من بحيرة سيهات في امتداد الردمية المقابلة للمنتجع المائي” و هو أصغر التجمعات الثلاث ، ارتفاع الأشجار فيه يتراوح تقريبا من متر إلى ثلاثة أمتار و تكثر فيه القباقب الصخرية الحمراء، يتجمع فيه كثير من بقايا علب البلاستيك و أنقاض البناء و يحتاج إلى تنظيف بحسب زيارتي له في شهر رمضان الماضي و يوجد نقطة صرف مياه بالقرب منه”..

يواصل العلي حديثة قائلاً ” التجمع الثاني لهذه النبتة هو “تجمع بحيرة النسيم “و هو تجمع أكبر من التجمع الأول و لكنه أكثر التجمعات الثلاث تلوثاً بحسب التحاليل الكيميائية التي عملتها لعينات التربة التي حللت نسبة تركيز ملوثات المعادن الثقيلة و النيتروجين و الفسفور و الملوثات الحيوية بها”.

ويستطرد مبدياً أن سبب التلوث في “تجمع بحيرة النسيم ” أنه يقع في بحيرة مغلقة عن التماس المباشر مع تيار البحر من جهة و كون تصريف المجاري يسكب فيها لسنوات عديدة من جهة أخرى، وبالرغم من التلوث الموجود إلا أن أسراب من الطيور مثل الفلامنجو ما زالت تأتي لهذه البحيرة.

وبين أن التجمع الثالث في شاطئ سيهات و أكبرها هو تجمع “الفيحاء ” المجاور للنسيم و هذا التجمع سجل كونه أفضل تجمع بين عشرين موقع قام بتحليلها على امتداد الشاطئ من ميناء الدمام مروراً بسيهات و دارين و الربيعية و سنابس و شمال تاروت و العوامية و صفوى و رأس تنورة.

موضحاً رغم أن تجمعي النسيم و الفيحاء متجاوران إلا أن هناك فارقاً كبيراً بينهما يعود لعوامل عدة أهمها أن تجمع “الفيحاء” مفتوح على البحر من جهة و تغذيه قناة صرف زراعي بالمياه العذبة من الجهة الشمالية والعامل الأكثر أهمية هو عدم وجود قناة صرف صحي تسكب فيه.

وذكر أن تجمع “الفيحاء تتجمع به الكثير من القواقع و القباقب الطينية و له قابلية للاستزراع لكن الجهة الشمالية منه قد لا تستطيع التمدد في البحر أكثر بسبب حفريات مخطط النايفية التي تعيق ذلك وسط البحر.

وأشار العلي في ختام حديثه مع “صحيفة خليج سيهات ” بضرورة المحافظة على هذه الثروة التي لا تقدر بثمن و فتح البحيرة المتصلة بحي النسيم و السماح لمياه البحر بالتدفق طبيعيا نحو غابة القرم لتحفيف نسبة التلوث و المحافظة على الكائنات البحرية.

يذكر أن “العلي ” إحدى الطاقات الوطنية التي تفتخر بها البلاد ، يحمل شهادة الماجستير في نظم المعلومات الجغرافية ٢٠٠٨م من جامعة ليدز في بريطانيا وقد عمل ٨ سنوات في خدمات النظم الجغرافية و الخرائط لقطاع التنقيب عن الغاز ، و له ٣ أوراق علمية في الملتقى الوطني لنظم المعلومات الجغرافية ، والعديد من المشاركات الدولية في”٢٠١١م في هولندا – نموذج تصنيف الأرض لهدف أعمال بناء الشوارع و التنقيب الزلزالي، ٢٠١٢م في بريطانيا – تم تطوير دراسة (٢٠٠٩م) و تقديمها في مؤتمر دراسات الخليج في جامعة اكستر فتم تبني الدراسة و التي ستنشر كأحد الفصول في كتاب سيصدر في فبراير عام ٢٠١٥م لدار النشر الأمريكية الشهيرة Springer

يسعى “العلي” الآن للحصول على الدرجة العلمية للماجستير في علوم البيئة من جامعة الترينتي في دبلن بجمهورية ايرلندا ، و قد تم ترشيح بحثه في رسالة الماجستير المعنونة ب “تقييم بيئي لغابات المانجروف في خليج تاروت” للنشر في إحدى المجلات العلمية.