2015-06-05

سارا خطيبة جليل: أهداني لقب «زوجة شهيد»… ورحل سريعاً


ككل فتاة في ربيع عمرها، كانت سارا حسين تترقب زفافها في «ليلة العمر»، الليلة التي ستتوج فيها كـ «ملكة»، وتزف بفستانها الأبيض إلى شريك عمرها وفارس أحلامها، وفي يديها إكليل من الورود البيضاء. كانت تتخيل مراسم تلك الليلة، حينما يدنو منها ويقبلها على جبينها أمام عائلتها وصديقاتها، لتتباهى أمامهن بمن اختارته «عريساً»، واختارها «عروسة» له.

لكن كل أحلام سارا تبخرت قبل أسبوع، فالفتاة التي اقترنت بخطيبها افترقت عنه بعد ثلاث ليال من عقد القران، إذ خطف الإرهاب فارسها عبدالجليل الأربش سريعاً، قبل أن يفي بوعده لها، الذي أرسله في رسالة «واتساب» بالاستجابة لدعوتها إلى الغداء في منزل أسرتها، بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في جامع الإمام الحسين بحي العنود، فقبل الصلاة وأثناء الخطبة، كان جسد الخطيب تحول إلى أشلاء، امتزجت بأشلاء أخيه محمد وابن خالتهما محمد العيسى وشريكهم الرابع هادي الهاشم، فضلاً عن الانتحاري الإرهابي خالد عايد محمد الوهيبي الشمري.

وقالت سارا لـ «الحياة»: «لم يكتف عبدالجليل بالذهاب للمسجد، بل سجل اسمه في ركاب الأبطال الأربعة».

استرجعت سارا التفاصيل المؤلمة ليوم الجمعة، حين كانت تستعد للخروج برفقة خطيبها لأول مرة من عقد قرانهما قبل ثلاثة أيام، وإذا بها تسمع دوي التفجير، ومعه هوت جبال من الأمنيات، معبرة عن عمق خوفها وحزنها الممزوج بمشاعر الفخر وأحاسيس الاعتزاز، «رحل، ولكنه أهداني لقب «زوجة البطل»، وبتنهيدة ألم أكملت: «تمنيت أحلاماً كثيرة، لكن الله استبدلها لي وأهداني «شهيداً» شجاعاً، وبطلاً حارب الجبان بروحه فداء للمصلين». وبغصة أردفت «بحزام ناسف أعلنت للناس الزواج الأعظم منه». تصمُت سارا للحظات، وسرعان ما تكمل حديثها بالقول: «إن حادثة التفجير أوضحت مدى رجولة عبدالجليل، والشهامة التي كان عنواناً لها، وعرف الناس أي الرجال هو، ومقدار ما كان يمتاز به من التسامح والطيبة والتعاون والتضحية من أجل الجميع»، مستذكرة الأيام الثلاثة التي قضتها معه سريعاً، ووصفتها بـ «الذكريات التي مُلئت بالحب والجمال، الممزوج بقلق من القادم، وكأن أمر رحيله شيء منتظر». وبنبرة الإصرار تذكر أنه قدوتها ومثلها، ثم تكمل: «لم أر مثله في الحياة، ولن أرى». سارا التي كان من المخطط بعد زواجها وعودتها وعبدالجليل من شهر العسل، أن تسافر معه إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتكون له «سنداً» في إكمال مسيرته الدراسية، وجهت رسالتها إلى الإرهابيين: «لم يخفنا الدم ولا الحزام الناسف، ولا سياراتكم المفخخة، فإيماننا أقوى من تهديداتكم، والحب للشهادة أصبح أقوى، والله ما رأينا إلا جميلاً..».

تعليق واحد

  1. هنيئا لك هذا الصبر والإصرار على الاستمرار في رفض الإرهاب وأعوانه
    نعم انت زوجة البطل الشهيد وستبقى الذكريات وانت لنا فخر ياسآرة ونحن نفتخر بك والشهيد عزنا وتاج على رؤوسنا
    فلا للإرهاب بكل أشكاله
    معك معك نمضي على درب الشهادة ياعروس الشهادة سعدت دنيا واخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى