2015-06-19

«عين الكعيبة» تدخل مرحلة التهيئة السياحية قريباً

جعفر تركي - القطيف

قال مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف محمد البنيان لـ”اليوم” إنه تم انجاز مراحل متقدمة من إعادة بناء عين الكعيبة الأثرية والخروج بصورة طيبة لشكل العين كما كانت في السابق، مضيفاً إنها الآن جاهزة لدخولها المرحلة الأخيرة لتهيئتها كمعلم أثري سياحي ضمن تحسين المنطقة المحيطة بالموقع مع الشركاء في البلدية.

وكان الموقع قد تعرض قبل اكثر من سنتين للتعدي بسبب تجاهل أحد المقاولين، وتم ردمها بالكامل وتهديم سورها من قبله عندما كان يعمل على تسوية للشوارع المحيطة بها بالمخطط الجديد.

وذكر المهندس البنيان أنه وبتوجيهات صاحب السمو رئيس الهيئة لإعادة حفرها وتنقيب العين كمرحلة أولى وتوضيح قنواتها وإعادة تهيئتها، فقد تم العمل في فصل صيف عام 2013م بتنفيذ المرحلة الأولى وهي مرحلة الحفر والتنقيب، حيث كشف عن العين بالكامل وتوضيح قطرها الذي يبلغ 15 مترا واستخراج جميع أحجار سورها الذي سقط بداخلها، بالإضافة إلى المخلفات وغيرها، كما تمت متابعة القنوات المائية واتجاهاتها والكشف عن قناتين رئيسيتين واحدة من الناحية الجنوبية والمتجهة إلى مزارع سيهات والأخرى من الناحية الشمالية والتي تتفرع منها عدة قنوات تروي بساتين المنطقة المحيطة بها، علما ان هذه القناة كان جزء منها مغطى بالحجارة والتي تسمى التناجيب، حيث كان في السابق تغطى القنوات بهذا الشكل للحد من دفنها نتيجة زحف الرمال.

وأفاد بأنه ومع بداية هذا الصيف من هذا العام 2015م ومن واقع اهتمامات الهيئة تم تنفيذ المرحلة الثانية وهي مرحلة الترميم والبناء للعين والقنوات واستغرق العمل 45 يوماً متواصلة في عملية إنجاز البناء والترميم بالمواد التي استخرجت من باطن الأرض القريبة من العين، بالإضافة إلى عمل بعض التقويات لقاعدة السور بخراسانة إسمنتية مع حديد وجدار من الطابوق الأسمنتي؛ حتى نضمن بقاءها مدة أطول، ثم تغطيتها وتغليفها بأحجار الفروش البحرية والأحجار الجيرية مختلفة الأحجام من داخل العين وحافتها العلوية والخارجية وبنفس مقاسات سماكة الجدار سابقا.

والجدير بالذكر تم استخدام نسبة كبيرة من أحجارها التي كان قد تم جمعها من داخل العين وخارجها لكي تخرج العين وعمارتها على طبيعتها الأصلية.

وبين أنه تم العمل أيضاً على ترميم جزء من بقايا القنوات المائية المرتبطة بالعين والمكتشفة أفرعها بالجهات الجنوبية والشمالية من العين والتي وضحت شكل قنواتها بشكل شبه مستطيل ممتدة بطول 29م للقناة الشمالية و5.5 م للقناة الجنوبية، علما ان القناة الجنوبية يبلغ عرضها 1.55م وتتسع كلما اتجهنا الى الجنوب حتى تصل الى عرض 2.20م ثم تضيق مرة اخرى حتى تصل الى عرض 0.70م أما عمقها فيبلغ 0.80م، وكلما اتجهنا جنوبا قل منسوب العمق، اما القناة الشمالية فيبلغ طول القناة المكتشفة 29م وبمتوسط عرض 1.10م وعمق 0.80 الى 0.70م.

وقال: إن للقناة الشمالية ارتباطا بمبنى صغير اسطواني الشكل يسمى بفوهة التنظيف او بالتنجيب أو الخرزة ويبلغ قطره 1.15م ويتيح لرجل ان ينزل الى أسفل القناة ليقوم بعملية التنظيف، علما أنه أثناء عملية التنقيب عن العين والقنوات لم يتم الكشف عن أي من بقايا التنجاب الذي يتضح في الصور القديمة للعين، وبفضل عمل المقارنات مع العيون الأخرى التي تحتوي على مثل تلك العمارة ومتابعتها معماريا والاستفسار من أصحاب المزارع التي حولها والذين لهم علاقة بالعين وتمت معرفة مكان التنجاب وبناؤه من جديد وعلى الطراز المعماري القديم والذي بالتأكيد يرتبط مع الكثير من التناجيب او الخرزات التي تمتد على طول هذه القنوات، والتي ربما أزيلت نتيجة عوامل التغيير في المنطقة بفعل المزارعين وغيرهم.

وقد كانت تستخدم فوهات هذه الخرز لأعمال تنظيف القناة وتسليكها من الشوائب والأتربة والأوساخ التي تعلق بالقنوات حتى لا تسد مجرى المياه، وبالإضافة إلى تهوية القناة حتى تساعد على جريان المياه بالقناة ليصل جريانها إلى المزارع ذات المسافات البعيدة.

يذكر أن عين الكعيبة تقع جنوب غرب منطقة الجش بمحافظة القطيف وهي عين ارتوازية ماؤها حلو كانت تسقي البساتين التي حولها والبساتين الواقعة شمال غرب مدينة سيهات، إلا أن ماءها جف في الآونة الأخيرة؛ بسبب عوامل الطبيعة والردم واستخراج البترول وغيره، كما انها تؤرخ لما كشف عنه من معطيات كالفخاريات المنتشرة حولها وطريقة تشذيب حجارة البناء المستخدمة في بناء الجدار السفلي للعين الى فترة قبيل الإسلام والفترة الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى