وطن
2015-07-12

(التجارة شطارة) عرض المنتجات تلاعب وتحايل على عقول البشر

منى آل خليفة - خليج سيهات

إقبال المواطن على عروض المنتجات الغذائية في معظم المجمعات التجارية قبل وخلال شهر رمضان الكريم وتدافع الناس والتنافس قبل الجميع للحصول قبل إنتهاء العرض ، فتفوم مراكز التسوق باستعراض بضائعها بطرق تلفت إنتباه وجذب الزبائن نحو الشراء ..هل من صالح المستهلك أم هي حيلة لترويج المنتجات ؟! (التجارة شطارة )
وهذا يتنافى مع حكمة الصوم التي حثنا عليها الإسلام من تقليل تناول الطعام والبعد عن الإسراف وما اقتضته الحكمة و الشعور بحال الجائع والعطشان والإقبال على العبادات .
وللأسف مع حلول شهر رمضان المبارك تبدأ المتاجر بإحاطة المستهلك بأنواع لاتحصى من البضائع مستغلة الشهر الكريم لترويجها، مايوقع المشتري في فخ الإغراء بشراء كميات كبيرة، حتى أصبحت سمة تلازم هذا الشهر.
فأصبح الناس يستهلكون أضعاف طاقتهم من الطعام والشراب فالعكس ماهي إلا ساعات قليلة التي يفطرون فيها .
فهناك بعض البضائع تباع بالجملة وتكثر العروض لتغري الزبائن على الشراء بالمجموعة والحصول على عبوة مجانية عند شراء عدد معين ، أو بوضع الهدايا على بعض المنتجات، والتي غالباً ماتكون من أدوات الطبخ والمائدة، أو عدد من كتيبات مجانية لوصفات رمضانية، وأحجام جديدة وعبوات ذات ملصقات فوانيس لتربط شهر رمضان بها، للاعتقاد بأنها أكثر توفيراً تحت مسمى ” العبوات العائلية”.

حرب وجيوش ومؤسسات ..
في أحد مراكز التموين الغذائية فوجئ أحد الوافدين وكان للتو وصل للوطن بالازدحام الشديد متسائلاً عما إذا كانت حرباً يعد العتاد لها، ليفاجأ بإجابة أغرب في أن الموضوع لا يتعدى التجهيز لشهر رمضان الكريم الذي من المفترض أن تكون عدد وجباته أقل، وروحانيته أكبر.
إعتدنا أن نرى الأشياء المكدسه والزحمة وهذا مانشرته بعض مواقع التواصل من صور المتاجر وكيف تَعم الفوضى والمنتجات متناثره هنا وهناك من الأرفف .
كأن المشتري يأخذها لجيوش او مؤسسات وليست بيوت لأسر عادية حتى إن زاد عدد أفرادها .

ليست مجاعة ..
تشعرنا المتاجر قبيل شهر رمضان وكأننا مقبلون على مجاعة وليس على شهر الكرم والجود، حيث يدفعون بأساليبهم تلك الزبائن لشراء كميات ضخمة من الأطعمة وتخزينها،
وكأن المتاجر ستخلو من الطعام بقية الشهر أو سينفذ فورا من الأسواق، وتتنافس في شراء هذه المجموعات من العبوات الغذائية، وكلها أساليب تعزز في المجتمع ثقافة الاستهلاك،
هي تلعب على وتر التوفير والسعر الأقل، وهذا ما يجذب الزبون، لكن لو فكر فيها قليلا سيكتشف أنه يخسر أكثر، لأنه إما لن يستخدم كل هذه الكميات وتضيع عليه بسبب انتهاء صلاحيتها
أو عدم حاجته إليها فيما بعد، أو تلفها لأي سبب ما ، أو أنه سيفْرط في استخدامها لأنها كثيرة لديه، ما يعني أنها اقتصاديا ليست موفرة».
لابد من تدخل الجهات المعنية بالرقابة على المجمعات الغذائية والمتاجر للحد من هذه الظاهرة التي استفحلت في السنوات الأخيرة، والتي تزيد من الثقافة الاستهلاكية في المجتمع بشكل كبير،
وهو الأمر الذي ينبغي مواجهته، خاصة في شهر رمضان، لأنه ارتبط لدى الكثيرين الإسراف والبذخ والتبذير، وهو ضد مقاصد الشهر المبارك وأهدافه، فالله أمرنا بالصيام لنشعر بالفقراء
ونعيش جوعهم وحرمانهم، لا أن تتضاعف المصروفات فيه على الطعام والشراب، فالتجارة وأساليب البيع والترويج دخلت على شهر رمضان لتفسده، وللأسف الناس تستجيب بسهوله .

وعي وثقافة ..
مداخلة لـ (م.أ). ماتشتريه قبل شهر رمضان هو الذي تستهلكه كل شهر وقد تكون زيادة في بعض المنتجات المختصة بالأطباق الشعبية الرمضانية و(خيرها في اوفرها )
، مضيفةً بأن بعض الرجال يشتكي من إسراف الزوجات وكأن الأمر ليس بيديه لأنه قد يُتهم بالبخل إذا رفض تلبية مطالب الزوجة ، بعضهن تقارن نفسها بإخواتها او بعض الأهل بإنها ليست أقل منهم فية الكرم عند العزائم وجمعات الأصدقاء متوهمه بالجود والكرم ولكن البعض يبالغ في طرق عرض مالذ وطاب، وإبراز مظاهر الترف بالصور  التي تعرض في شبكات التواصل ، ويرضخ بعض الأزواج لإرضائها ، لكنه يدل على إنه لا يصلح لإرشادها فهذا يأتي لدور تربية الأسرة وتوجيه الأمهات لبناتهن بعدم الإسراف والتمسك بتعاليم الدين ، أما إذا كانت الأم ممن تشتري بلا حسيب ودون تفكير.
بالتأكيد تأثيره السيئ على تربية أمهات جيل الجديد .ولانلغي اللوم على المرأة وحدها ، فالرجل المسؤول الأكبر وكل فرد تقع عليه المسؤلية فالبعض لايقبل أن يأكل مايتبقى من الطعام لليوم الثاني، ويهون عليهم إلقاء الطعام في القمامة وبعدها تتهم المرأة بالإسراف .
وأشارت إلى أن المجتمع بحاجة للوعي، فبدلاً من انفاق المبالغ لشراء الزائد عن الحاجه، لم لايتم انفاقها على المحتاجين والجمعيات الخيرية بدل إلقائها في القمامة فهو هدر للمال، وهدر للموارد والغذاء الذي كان يمكن لأناس آخرين الإستفادة منه.
والتخفيف من شراء الكميات الكبيرة عادة سيئة لازمت اكثر الأسر ميسورة الحال ونحن مسؤولون عن شكر النعمة وحسن التصرف فيها كما نهى الله الشح والبخل وحذر من البذخ والتبذير.
فهناك غياب الوعي لذى المستهلكين المبالغين في شراء المتطلبات الرمضانية وتكديسها لفترة طويلة وإذا لم يتم إستعمالها لفترة طويلة يؤدي إلى إنتهاء صلاحيتها .

نموذج لأمهات أكثر وعي ..
هذهِ ام مالك تجيب .. إن العروض قد تخدم الناس التي تستهلك بكثره وعندها مرض التخزين واصحاب المتاجر تعمل العروض والمشتري غير مُجبر على الشراء.
وأم حيدر تطبق قاعدة “اشتري بكيفي” فهي لاتأخذ العبوات العائليه تبحث عن الحبة المفردة لعائلتها الصغيرة قائلة ” لم آخذ فوق طاقتي وتنتهي صلاحيته فيرمى ”
وأم حبيب .. تمل الذهاب كثير إلى السوبرماكت فهي تكتفي بمؤنة تكفيها لعدة أشهر .

حيلة غريبة ..
تتساءل أم محمد عن مثل هذا النوع من العروض بجعل السلعة بسعر 5.95 ريال بدلاً من  6 ريال، واصفة ذلك بالغش الواضح، فيما تؤيدها (م.أ) بالقول أن ذلك لايقتصر على المنتجات الغذائية فحتى الملابس لأصحاب الماركات العالمية توهم المشتري بإن السعر مازال في حدود ( الـ 100، بينما هو  199 )  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى