وطن
2013-12-27

منتدى الثلاثاء يستحضر علاقة الفن والأدب بالتربية الجمالية

اللجنة الاعلامية
في ليلة ازدحمت بحضور ثقافي وفني وأدبي وإعلامي مميز ، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي أمسيته الحادية عشرة لموسمه الثقافي الرابع عشر، بإستضافة الكاتبة تركية العمري والفنانة التشكيلية شعاع الدوسري في ندوة تحت عنوان “التربية الجمالية بين الأدب والفن” وذلك مساء الثلاثاء 21 صفر 1435هـ الموافق 24 ديسمبر 2013م.
 في مطلع الندوة، تحدث مديرها الفنان التشكيلي الأستاذ عبد العظيم شلي في كلمته عن الجمال وأهميته في الحياة وإرتباطه بالذائقة الفنية لدى الإنسان ، إذ أنه يعمق الصلة بهذا العالم المتنوع وبمكوناته المختلفة ، ومشيرا إلى أن الإنسان قد يموت بخروج روحه أو بفقده حس الجمال في الكون ، ومؤكدا على الأهمية البالغة لتنمية الذائقة الجمالية لدى أفراد المجتمع بشكل عام . بعد ذلك، عرف مدير الندوة بالضيفتين المشاركتين ، فالأستاذة تركية العمري كاتبة ومترجمة أدبية أسست أول ملتقى ثقافي نسائي بمنطقة عسير ، ومقهى مدى الثقافي بالخبر عام 2012م ، وتعد أول محررة  لصفحة أدب مترجم  بجريدة الجزيرة السعودية والمجلة الثقافية ، ولها العديد من الاصدارات القصصية والشعرية ، كما ألقت العديد من المحاضرات الثقافية  في المؤسسات الاجتماعية والخيرية عن التنمية الثقافية المجتمعية  في المنطقة وخارجها . أما الفنانة شعاع الدوسري فتعتبر واحدة من الرعيل الفني الأول في المنطقة ، شاركت في العديد من المعارض الفنية وفي تحكيم أعمال فنية وتنظيم المعارض، ولها العديد من العضويات في كل من جمعية الثقافة والفنون والجمعية السعودية للفنون التشكيلية ومجموعة ملهمات سعوديات، بالإضافة الى أنها شغلت وظيفة مشرفة تربوية في التعليم ومشرفة للجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون لمدة 3 سنوات وأعدت بعض الحقائب التربوية الفنية ، كما رسمت لوحات الكتاب المدرسي لمادة القراءة للصف الثاني الابتدائي وشاركت في تصميم أحد كتيبات شركة أرامكو .
 افتتحت الندوة الأستاذة تركية العمري بتأكيدها على التلازم بين التربية الجمالية وضرورة وجود فنانيين يحترمون الذائقة الفنية ، وتطرقت الى أن أول من عرف علم الجمال هو الفيلسوف  الكسندرغوتلب بوغامارتن في اخر كتبه “تأملات فلسفية” إذ قام بالتفريق بين علم الجمال وبقية المعارف الإنسانية واطلق عليه لفظ “الاستاطيقا” . وذكرت بأن علم الجمال يعرف لدى البعض على أنه مجموعة دراسات حسية أو قيم عاطفية ، كما أنه يعد فرعا من فروع الفلسفة . وأضافت بأن الإنسان بطبعه محب للجمال ويمارسه بصورة معتادة ، وأن التربية الجمالية تثير مكامن الابداع وحب الحياة ، وأنها تؤدي إلى الإحساس بالترتيب والذوق الرفيع والمصداقية وإتقان العمل حيث ينتج عن كل ذلك إلى سلوك أخلاقي راق وعمل جاد ومتواصل .
وفي حديثها عن علاقة التربية الجمالية بالأدب ، استعرضت العمري إيقاعات شعرية لغازي القصيبي وفوزية أبو خالد وعمر أبو ريشة ومقاطع من رواية كونديرا ، ومن جماليات قصائد محمود درويش (أنا عربي)، حيث أشارت إلى أن الأدب ينمي الذائقة الجمالية ليحولها لفكر متزن معتدل ومؤثر ، بينما يعمل المنتج الفني على تشجيع التأمل في جمال الكون ومعرفة حقيقته .
وتناولت إقتباسات للفيلسوف الألماني فيشر يذكر فيها بأن الفن يزرع في النفس جمالية التنمية ، مضيفة أن الأدب يساهم في إيقاظ القيم الجميلة . وأكدت العمري أن الأجيال السابقة في مجتمعاتنا كانت أكثر حظوة في ممارسة الادب وإستشعار قيمه الجمالية من الجيل الحالي الذي لا يرى في الأدب إلا موضوعا عابرا ، كما أوضحت أن التربية الجمالية تساهم في تنمية  الفضيلة الأخلاقية وذلك يجعل منها مسئولية لتتحول مع الزمن إلى ممارسة. وذكرت بأن التعبير وجمالياته أمر غير معتاد في مجتمعاتنا ضمن الأطر السلوكية التي تمعن في تغييب طقوس الفرح وذلك يؤثر سلبا على نفوس الأفراد ، مشيرة إلى أن الجهود في إشاعة وممارسة التربية الجمالية لا زالت فردية ولا تحمل طابعها المؤسساتي المطلوب ، لذلك لا وجود لتحول حقيقي في المجتمع حول هذا الموضوع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى