وطن
2013-12-29

«الرقاق» خبزه قديمة في طريق الاندثار

منى الخليفة – خليج سيهات

يُعتبر خبز التاوه «الرقاق» من أشهر الأكلات الشعبية بمدينة سيهات التي تُحضَّر غالبا ايام الشتاء، ويتميز الخبز بفوائده الصحية العديدة لأنه يُصنع بدقيق والبعض يضيف عليه حبة البركة او ما يشاء مثل الجبن والبيض او العسل، وظهرت في يومنا الحاضر انواع بالبيتزا والخضروات او ترك العجين سادة، مع رش السكر عليها او تشريبه بعسل النحل الطبيعي قبل تناوله ليصبح طبقاً حلو المذاق.

كما البعض يفضها في شهر رمضان المبارك وهي من ضمن أهم الأكلات الرمضانية الهامة والمرغوب فيها عند الأسر الخليجية‎ ..

ويتم عجن الطحين ويخبز على صفيح يسمى«التاوة» وقد سُمي الخبز باسمها‎.
‎والبعض يقوم بتجهيز «خبز التاوه – الرقاق» قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك وبكميات كبيرة، ويحفظ وذلك لاستهلاكه واستخدامه بشكل ‏يومي على الإفطار، حيث يستخدم في عمل الثريد‎.
وكانت بيوت سيهات متكيفة مع الوضع البيئي الذي تسايره إذ أنها تعمل على توفير خبزها بنفسها وبالطرق التي تحلو لها إما بواسطة التنور وإما صحيفة التاوة، ثم أصبح عمل الخبز مهنة تفرغ لها الرجل خارج البيت، وتفنن في عمل الخبز فوضع عليه السمسم وزخرف القرص.
وتتطلب هذه المهنة طشتاً ومحوراً، فيوضع في الطشت الطحين والماء والملح والخميرة، وبمجموع ذلك يتكون العجين، وبعد تخميره يوضع العجين على التاوة ويباشر الخباز بعمل الخبز وذلك بعد تحوير العجينة حيث يتم وزنها بقبضة اليد ثم يضعها على التاوة. ويستخدم السجين والتلال لإشعال النار في التنور .

وخبز التاوه لهُ طريقتين.. وهي خبز الرقاق العادي المملح والخبز المحلَّا الذي يُضاف إلى اليه السكر والبيض والزعفران والهيل‎ .

‎كذلك يعتبر خبز التاوة .. من أقدم الأكلات الشعبية التي هي من التراث الرمضاني العريق الذي لا غنى عنه في الماضي وعادة يفخر بها‎… أهلها في الحاضر ونأمل أن تستمر مستقبلاً.. لما لها من ارتباط وثيق بشهر الخير والبركات‎.‎

وطريقة عمل «الرقاق» بعجينة لينة تغرف بواسطة اليد على شكل لقمة ثم تبسط على (التاوه»، وتترك على النار حتى تجف الخبزة ثم تطوى او تلف… كما ان هناك اسر تصنع هذا الخبز للأكل والتسلية في المناسبات.

والبعض الاخر يصنعه كمهنة اساسية تعتمد عليه بشكل يومي وهم من ذوي الدخل المحدود يعينهم على تحسين معيشتهم الصعبة لتلبية حاجة ابنائهم وتحمل ظروف الغلاء..

الحاجة ام حكيم أم لخمسة من الاولاد تقول تعلمت صنع الإرقاق أو ما يسمى خبز التاوة من والدتها وانا صغيرة وعندما تزوجت اصبحت ازاولها كمهنة اساسية.

ام مرتضى تتذكر خبز التاوه وتقول رحم الله ايام كنا ونحن اطفال والوالده الله يخليها لنا تعمل الخبز لنا في البرد الشديد في شهر رمضان ونحن نجلس جنبها وهي تعمل امامنا ولما نسمع صوت المسحر نقوم ونتراكض بسرعه ونعطيه كم خبز له.

تقول أم ناصر: اكتسبت المهنة من والدتي منذ كنت صغيرة، كنت أساعدها في صناعة الخبز وبيعه على الناس. كانت والدتي معروفه في صنع المنتج، وكان الأقارب والمعارف والجيران يأتون ويشترونه منا يوميا. لا أزال حتى اليوم أجيد الصنعة وعلمت طريقة الصنعة وأسرارها لبناتي فيساعدنني كثيرا في المواسم خاصة في شهري شعبان ورمضان حيث يصبح الإقبال كبيرا مقارنة مع الأيام العادية مع كثرة استخدام الناس للخبز في الطبخ والوجبات الرئيسية اليومية كالثريد، حيث أخبز في اليوم ما يقارب 8 كيلوغرامات من الطحين.

 

…………………………

 

…………………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى